(حكايتي مع رأس مقطوع) الرواية الخامسة للكاتب العراقي تحسين كرمياني، صدرت عن (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) ببيروت، وهي تحمل عنواناً غاية في الغرابة؛ لا شك أنّ هذا العنوان الملفت للانتباه ربما يحتاج إلى تأويلات او أستقراءات معللة منطقياً كي تبرز نوع من ال
أنت هنا
قراءة كتاب حكايتي مع رأس مقطوع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
أدمنته، ضيق يوحي لي أنني مقبل على عمل أدبي صادم، ربما رواية أو مسرحية، وغالباً ما أهيئ المستلزمات الخادمة والضرورية لتكملة المشوار الأدبي من غير توقف، أهيء نفسي ذهنياً وبدنياً واضعاً في البال ساعات الكتابة، رغم تواجد مفاجآت تعكر مزاجي وتميت حرارة الكتابة في نقطة ما، تحديداً عندما ينقطع التيار الكهربائي، وتكون المولدة الكهربائية عاطلة عن ضخ التيار البديل إلى ظلام المنازل، جراء تحايل صاحبها متذرعاً بارتفاع سعر الكازولين·
كان الوقت صباحاً قبل طلوع قرص الشمس من وراء التلال الشرقية للبلدة، عدت من المسجد، وجدت نفسي في ضيق تام، بعدما عكر مزاجي صوت الدمية:
- لا تمر من غير تقبيلي يا سيد·· !!
خرجت كي أكنس فوضى السهر وترسبات الأرق المستفحل من جسدي، فكرة عابرة قادت مركبة جسدي للمرور من زقاق لم أمر به سابقاً، رغم وجوده على مقربة من بيتي، كان حديث العهد ولد بعملية قيصرية، وبعد عراك لساني دون أن يتطور إلى اشتباك يدوي بين الجيران، تدخل رجل صاحب حظوة وكلام مسموع، وأنهى العراك الدائر بين النسوة عبر كل ساعات النهار تقريباً، بسبب تجاوز كل بيت لمسافة غير معقولة، فتلاطمت الحيطان الخلفية للبيوت، حيطان متفاوتة في الارتفاع ومتعرجة، تدخل بعض الشبّان وحدث تلاسن حاد مشحون بالشتائم والوعيد، قبل أن تشتعل المعركة لتعم معظم البيوت المتراصة على هيئة نسق متعرج في خطين طويلين·
فاعل الخير جاء في الوقت المناسب، تجمعت الحشود من حوله·· قال:
- كلكم متجاوزون، بالله عليكم كيف تنظفون مياه مجاريكم لو تلاصقت جدران منازلكم·· !!
فاعل الخير أجبر كل بيت أن يتراجع نصف متر من الجانبين، فعلوا ذلك وتراخت فيهم حماسة الغضب وحب العراك الفارغ، الذي شاع بين أهالي البلدة بعد زوال السلطة ودخول القوات متعددة الجنسيات لإشاعة فوضوية العيش وحياة بلا قانون·