أنت هنا

قراءة كتاب حلم وردي فاتح اللون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حلم وردي فاتح اللون

حلم وردي فاتح اللون

في رواية "حلم وردي فاتح اللون" للكاتبة والروائية العراقية ميسلون هادي، نرى أنها في روايتها هذه معنية بتقديم عدة وجهات نظر بالحرب التي قادتها أمريكا ضد العراق من خلال رجل مطارد، وعدة شخوص بينها امرأتان إحداهما تنتقل بعد الحرب للسكن في بيت جديد لتجده يرسم لها

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
 ويكفيني أن أنظر إليها من الخارج في رواحي ومجيئي بين يوم وآخر لكي أعرف أنّ لكل بيت حكايةً تُروى وأن كل الحكايات لا تصل في جزالتها إلى لوعة البلبلة الأم التي طارت كالمجنونة من على شجرة النارنج بحثاً عن طفلها البلبل··
 
كان فتى الحدائق، واسمه عمار، يأتي إليّ بين يوم وآخر ليكنس الحديقة من الأوراق المتساقطة وقداح الزيتون ورُطب النخلة وثمار أخرى كثيرة لا تكف عن التساقط·· وعمار يزيح كل ذلك في تنكة يحملها ثم يمضي إلى بيت آخر· تنكة الأوراق المتساقطة تلك كانت تنطق بجمال الطبيعة حتى في فضلاتها وأوساخها، فإذا ما أضاف إليها جيران آخرون تفالة الشاي أو قشور البطيخ حولوها إلى قذارة· كنت أنظر إليه من النافذة، فلمحت القفص المعلق في البيت المقابل تحمله امرأة تبدو نحيلة طويلة القامة·· عندما رأتني تمهلت قليلاً ولم تجفل·· بل انتبهت بهدوء ورفعت رأسها كما لو كانت تنظر إلى أحد ما يقف بالباب وسيقرع الجرس بعد قليل·· ثم طرأتْ على وقفتها حالة تأهب مفاجئة كأنها تنبأت بسورة غبار مفاجئة هبت في مكان قريب، فاستدارت وتوارت داخل البيت· عمار لمح طفل البلبلة في عشه، وفي لحظة خاطفة سدّد إليه صنبور الماء وأسقطه أرضاً·· وكان سيمضي به إلى السوق لبيعه إلى أقرانه هناك، لولا أن البلبلة الأم انتفضت وهاجت تلوب بحثاً عن ابنها الضائع بلوعة لا تختلف عن لوعة أم ضاع منها ابنها في الزحام·· كانت تمشّط الأرض بعينيها ثم تقف على حبل الغسيل وتنظر ثانية ثم تتلفت وتطير وتبحث وهي تصيح وتنوح·· شالت نفسها وحطّتها، فتركتُ النافذة وخرجتُ لأجد عمار مرتبكاً يضع يده في جيبه ويبتسم·· وقبل أن أطلب منه شيئاً قفز إلى السياج وأعاد قطعة من روح الأم إلى مكانها، ثم قال متهكماً وهو يعيد الطفل إلى عشه:
 
- ضاعت مني الفلوس·· هل فرحت الآن؟
 
فضحكتُ وسألتُه:
 
- بكم كنت ستبيعه؟
 
قال:
 
- بألف دينار·

الصفحات