في رواية "حلم وردي فاتح اللون" للكاتبة والروائية العراقية ميسلون هادي، نرى أنها في روايتها هذه معنية بتقديم عدة وجهات نظر بالحرب التي قادتها أمريكا ضد العراق من خلال رجل مطارد، وعدة شخوص بينها امرأتان إحداهما تنتقل بعد الحرب للسكن في بيت جديد لتجده يرسم لها
أنت هنا
قراءة كتاب حلم وردي فاتح اللون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
رفع يده باتجاه اليمين وقال:
- لا زلت أذكر سيارة النفرات·· أنزلتني عند الشارع العام، فدخلت منه إلى زقاقكم عن طريق حديقة واسعة كان الناس يدعونها بالمتنزه··
قدمه سحقت سيكارته على الأرض·· نظرتُ إليها، فانحنى عليها وقال:
-أينما يوجد الصباغون توجد أعقاب السكائر·· أنا آسف·
ثم رفع عقب السيكارة ورماه بحركة خاطفة إلى الخارج، من خلال فتحة الباب الذي تركته موارباً بين المرآب وغرفة الجلوس· عادت يده حرة أكثر من قبل، فوضع كفه على جبينه ثم قال:
- جئت للمرة الثانية قبل ثماني سنوات أو أكثر قليلاً·· كانت البيوت قد أُهملت طويلاً في سنوات الحصار، وبعضها كان لا يزال يحمل آثار المطر الأسود الذي خلّفتْه سحب الدخان أيام القصف الأمريكي· ولكن في عام واحد، هو العام 1998 على ما أتذكر، صبغتُ بيوتاً عدة في هذا الزقاق·
نظره كان متجهاً إلى النافذة وهو يستطرد في تعداد تلك البيوت التي قام بطلائها، ويبدو أن الخارطة اعترضت نظراته المرسلة إلى الخارج، فقطع كلامه وقال:
- سنرفع هذه الخريطة··
وتقدم نحوها ثم لفها على شكل أسطوانة رقيقة سلمها لي فوضعتها على رف علوي من رفوف المكتبة، ثم راح يجيل بصره قي أرجاء الغرفة إلى أن عاد إلى المكتبة العامرة بالكتب والتي تركها أهل البيت في عهدتي:
- وهذه المكتبة يجب تحريكها·
قلت له:
- ومتى ستبدأ؟
قال:
- يوم غد إن شئتِ·