هذا الكتاب "تاريخ ومحطات - سيرة ذاتية تؤرخ لكلية الطب العراقية" لمؤلفه د.
أنت هنا
قراءة كتاب تاريخ ومحطات - سيرة ذاتية تؤرخ لكلية الطب العراقية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

تاريخ ومحطات - سيرة ذاتية تؤرخ لكلية الطب العراقية
الصفحة رقم: 7
الجمعية الطبية العراقية
كان هدف الرعيل الأول من الأطباء العراقيين العائدين إلى وطنهم العراق بعد أن درسوا في استنبول وفرنسا والشام، وبالتعاون مع زملائهم البريطانيين، أن يخلقوا من هذه الجمعية صرحاً علمياً على غرار مثيلاتها في دول الغرب·
لقد لعبت الجمعية الطبية البغدادية، ومنذ الأيام الأولى من تأسيسها، دوراً مهماً وفاعلاً في تأسيس كلية الطب العراقية·
حين عقدت الجمعية الطبية البغدادية اجتماعاً في مستشفى العزل (مستشفى الكرامة حالياً) وذلك في حزيران عام 1921 وأعلن المشاركون حاجة العراق إلى إنشاء مديرية طبية وطنية، وكانت الجمعية توالي اجتماعاتها المكثفة وكتابة التقارير المسهبة وإرسالها إلى مجلس النواب لمناقشة الأمر، كما توالت اجتماعات أعضاء الجمعية بالسادة الوزراء ورؤساء الوزراء على تحبيذ فكرة إنشاء مدرسة أو كلية طبية عراقية، وكانوا ينشرون أفكارهم إلى القاصي والداني· وقد تصدى للفكرة ولسوء الحظ بعض الأطباء من العراقيين ولم تنل الفكرة رضاهم، وفضلوا إرسال البعثات إلى خارج القطر لدراسة هذه المهنة والعودة إلى الوطن لممارسة المهنة لرفع المستوى الطبي؛ إذ كان العراق يشكو من الأمراض المتوطنة، مثل التيفوئيد والحصبة والطاعون والتدرن بسائر أشكاله والتيفوس· لقد كانت الحالة الصحية العامة بائسة جداً، ومما زاد في الطين بلة حالة الفقر والجهل التي كانت السمة العامة للمجتمع العراقي آنذاك·
وكان الرجال الذين تولوا مهمة إيصال المعلومات إلى المسؤولين والضغط عليهم بمختلف الأساليب هم الدكتور صائب شوكت، والدكتور هاشم الوتري، والدكتور سامي شوكت، والدكتور حنا خياط· وبعد طول جهاد ومكابدة، وافق مجلس النواب على إنشاء كلية لدراسة الطب·
وأسقط في يد المعارضين ورصدت المبالغ اللازمة، واستقطعت أرض من الأوقاف العامة في البستان الذي يقع خلف المستشفى المجيدية، والذي كان قد بني لاستقبال شاه إيران قبل ذلك التاريخ، واتخذته القوات البريطانية الغازية مستشفى للمواطنين·
إن الرجل الذي قام بتصميم الكلية هو الميجر ويلسن، وبدأ البناء في عام 1927، وفي التاريخ نفسه قبلت الدورة الأولى، وأفردت لها غرفتان في النهاية الجنوبية من المستشفى التي صارت لاحقاً ردهة 10، 11، وعين الدكتور سندرسن باشا عميداً للكلية الطبية العراقية·