رواية "أصل الهوى"؛ قالت له، بعدما اغتسلت وارتدت ملابسها بسرعة، إنها سترجع إلى طليقها، فهذا أفضل لها ولطلفها. سيغادران إلى عمّـان قبل الحرب ومنها إلى الولايات المتحدة، فطليقها يحمل الجنسية الأمريكية.
أنت هنا
قراءة كتاب أصل الهوى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
انسحبتْ الخمسينية إلى يمين الشاشة، فبان خلفها سرير مفرد بقوائم حديدية فوقه فراش أحمر، استند على حائط أبيض قذر· على طرف السرير جلس فتى عشريني أشقر نحيل وقصير، أو ربّما لم يكتمل طوله بعد، ذلك أن ساقيه اللتين تدلتا على نحو طفولي لم تصلا الأرض· انتعل حذاء رياضيًا ملونًا· وعندما دنتْ الكاميرا منه، قدّر من خلال وجهه الطري الخالي من أي أثر لتغضنات أو شعر ذكوري أنه لم يتم عامه العشرين·
قالت له ماري إن زبائن آخرين ينتظرونها، لا تستطيع أن تتأخر أكثر من ذلك، فوضع إصبعه على فمه:
- ششششش!
عادت الخمسينية، التي نظرت إلى ماري بلؤم، لتحتلّ الشاشة بكامل إطلالتها· دارتْ ترهّل قوامها وفيضه، بلا ضوابط، من الجوانب بأن ارتدتْ مشدًّا للخصر أزرق مطرزًا بخرزات ذهبية لامعة· ارتفع صدرها، إثر ضغط المشدّ، إلى الأعلى هائلاً، كومتين من لحم متفجّر· انتهى المشدّ بتنورّة قصيرة جدًا وعريضة من الشيفون الأصفر، كشفتْ عن فخذيْن ضخمتين، كجذع شجرة عتيقة، أسندتا عجيزة مستطيلة، مترنّحة· وحين تراجعت الكاميرا إلى الوراء أكثر، لم تكن هناك أية إضافات أخرى في المشهد الذي روعي فيه الاقتصاد حتى الرخص التام· لم يوجد مقعد أو كنبة، بإسفنج متخسّف من الجلوس الذي تقتضيه الحياة المألوفة، لم توجد منضدة عليها شيء من دبق أو غبار· لم تكن ثمة طاولة زينة، أو ستائر أو مرآة أو خزانة أو سجادة ببقعة من آثار عصير لم يذهب تمامًا مع التنظيف· لم تكن هناك رزنامة أو صفحة شهر منها، أو صورة في إطار، حتى وإن كانت لأناس افتراضيّين، أو منفضة سجائر بها عقب سيجارة أو زجاجة ماء أو كأس ترنّختْ في قاعها بقايا شراب· فقط كان هناك السرير والفتى والساحرة·
تأمل الفتى ساحرته بعينين جائعتين· شفتاه ارتختا من الذهول وما يشبه عدم الاستيعاب لما سيأتي· أخرجت الساحرة لسانها ولعقتْ شفتيها، المحقونتيْن بانتفاخ صناعي، ببطء· حركت لسانها بحركة دائرية، من الشفة العليا إلى السفلى، ثم من السفلى إلى العليا· وسط طريق اللعق قد تتوقف قليلاً، تمدّ لسانها إلى الخارج أكثر، مصدرةً فحيحًا، ثم تمصّ إصبعها· ارتعشتْ عظامه واضطرب لحمه الرقيق تحت فانيلته القطنية البيضاء·
فتحتْ الدماء مجاري مغلقة في جسده، توزّعتْ في أجزاء الجسد كلها، حتى المهملة منها· صدّ بدايات دوار قبض على رجليه، صاعدًا، في دوامة متسارعة، إلى الأعلى· كان مستثارًا· وكان مرعوبًا· استأذنته ماري في الذهاب إلى الحمّام· فزّتْ من على الكنبة مسرعة، هاربةً من التفاصيل القادمة· حاول أن يستبدل الساحرة الخمسينيّة بصورة الشقراء البريئة، بالحلمتين المترفتين، على غلاف الفيلم فخذله خياله· شعر بألم الرغبة حين تجاهد هذه الرغبة، عبثًا، كي لا تُفصح عن نفسها· ومع تمطّي حيوانه، غصبًا عن رغبته بألا يرغب، اشتدّت حماوة الألم، مستشريًا بأناة عرضيًا وطوليًا وفي كلّ اتجاهات جسده·