قراءة كتاب أحلام الياسمين في زمن الرخام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أحلام الياسمين في زمن الرخام

أحلام الياسمين في زمن الرخام

تمزج رواية الدكتورة آية عبدالله الأسمر "أحلام الياسمين في زمن الرخام"، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، بين الحب والمشاعر الانسانية والواقع السياسي والاجتماعي في عالمنا العربي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10
* مع السلامة إذًا·
 
مع السلامة دكتور، وشكرًا
 
تنفست الصعداء، ودون أن تشعر وجدت نفسها تقفز وتصرخ سعيدة غير مكترثة بالمارة، وأخذت تدندن بكلمات أغنية عبدالحليم:
 
ضحك ولعب وجد وحب، عيش أيامك عيش لياليك، خلّي شبابك يفرح بيك، عيش بالروح والعين والقلب···
 
واتجهت نحو مستشفى الجامعة، وبينما هي متجهة إلى هناك، مرت بإعلان يشير إلى المناظرة التي ستعقد حول جمال عبدالناصر، لكنها فوجئت أن الإعلان كان يتحدث عن انعقاد المناظرة في الأسبوع المقبل، دون أن يأتي على ذكر أسماء الأساتذة المشاركين أو حتى أسباب المناظرة وأهدافها!
 
فمن أين جاءت سارة بكل تلك المعلومات إذًا؟!
 
كانت الساعة الرابعة والنصف حينما أنهت أحلام مختبر الأحياء الدقيقة، فخرجت مسرعة تريد العودة إلى المنزل، والفرحة بنتيجة امتحان الكيمياء الحيوية تحرق حقول الصبر في أراضي رغبتها في لقاء سوسن؛ لتخبرها بحصولها على ثاني أعلى درجة مكررة في الامتحان، لكنها سمعت صوت منى صديقتها يناديها أثناء نزولها الدرج فتوقفت والتفتت نحوها:
 
مرحبًا منى، كيف كانت التجربة الأخيرة؟ مزعجة أليس كذلك؟
 
* آه يا أحلام، أرجوك لا تذكريني بأحداث ذلك الكابوس الذي كنا فيه في غرفة الأشباح تلك·
 
أشعر بهذا العام يمر بسرعة رهيبة، لقد بدأنا الفصل منذ حوالى شهرين مرّا كأنهما يومان، ولم يتبقَ سوى شهرين للامتحانات الفصلية، وبهذا نكون قد اجتزنا النصف الأول من العام، حينها يتبقى لنا حوالى خمسة أشهر للانعتاق النهائي، فكري بالأمر من هذه الناحية، لن يكون هناك عام دراسي قادم، سيصدر قرار الإفراج أخيرًا، آه، يا رب·
 
* طبعًا أنت تتحدثين بنبرة واثقة من النجاح بل والتفوق، أراهن أن هاجسك لا يتعدى إطار التفوق، أمّا أنا فأبقى رهينة الخوف والقلق من الإكمال أو الرسوب·
 
إذًا فنحن نشترك في كوننا لدينا هواجسنا ومخاوفنا·
 
* هل تستهزئين بي يا أحلام؟
 
ها ها ها، لا ، والله لم أقصد الاستهزاء قط·
 
* اسمعي، أنا وسمر وسارة وراجح وزياد ذاهبون للكافتيريا، سنتناول الغداء هناك، هل ترغبين في الحضور معنا؟
 
هل من شيء مميز؟
 
* لا، سنتناول الغداء ونتحدث كالعادة·
 
ألم تقولي من لحظات إنك خائفة، لِمَ لا تذهبي للاستذكار قليلاً بدلاً من الجلوس في الكافيتيريا؟
 
* أحلام، أكرهك عندما تتحدثين كالمتفوقين الذين يكرسون حياتهم الجامعية للدراسة فقط·
 
آه منى، أنت تعرفين أنني لست كذلك، وأنني أحاول مشاركتكم في جميع مناسباتكم، وأهتم بالنشاط الاجتماعي والثقافي في الكلية· إنني ضد مبدأ سحق الحياة الجامعية تحت عجلات المحاضرات الأكاديمية والمكتبات والمراجع والكتب الدراسية، ولكن ما فائدة الجلوس يوميًا في الكافيتيريا لساعات وساعات لا نفعل شيئًا سوى قص الأحاديث المعادة وتكرار الكلام ذاته ورؤية الوجوه نفسها، وسماع النكات القديمة والخوض في أحاديث لا تغني ولا تسمن من جوع؟
 
* وهل هذا هو رأيك بنا يا أحلام؟ شكرًا جزيلاً يا صديقتي العزيزة·
 
انتظري يا منى، لا تذهبي، لا تفهميني خطأ، تعرفين أنني أحبكم، وأنكم أصدقاء مقربون لي ولكنه العام الدراسي النهائي، ثم إنني لست مثلكم أعود إلى منزل هادئ لأجد أسرتي المُحِبّة في انتظاري وغرفتي نظيفة وحاجياتي مرتبة، وطعامي جاهز وساخن، وما علي سوى الاستذكار والنوم، تعرفين أنني أتكفل بكل أموري وحدي، وهذا يجعل وقتي ضيقًا، سامحيني على ما قلته لك، تعرفين أنني لا أقصد إيذاء مشاعرك أو مضايقتك، فلا تكوني حمقاء·
 
* حسنًا، حسنًا، لا بأس، أقنعتني بعض الشيء، إلى اللقاء، أراك غدًا·

الصفحات