قراءة كتاب ثالوث وتعويذة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ثالوث وتعويذة

ثالوث وتعويذة

بين اللاشعور وأعماق الوعيّ الوجودي تحاول الكاتبة العمانية زوينة الكلباني من خلال روايتها "ثالوث وتعويذة" رسم لوحة مشبعة بالألم الداخلي الذي يتغلغل في الذات الإنسانية، ومحاولة البحث عن ماهية الوجود من خلال التعمق في إشكالية ظلت مستعصية منذ الحقبة الأولى للوج

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
هطل الاسم كسيمفونية سلام على مسامعي·· فلامس شغاف فؤادي، وعانق مخيلتي·· لقد وقعت في غرام هذا الاسم منذ سنوات·· ومن سحر الاسم كنت أحلم بطفل أسميتُه سعود!!!
 
- وأنا نورة·
 
- عاشت الأسامي يا نورة·
 
نطق اسمي بطريقة مختلفة كأنني لأول مرة أسمعه·· أشار إلى جواز سفري رقص قلبي طربًا، إذن سيوفر علي الكثير من العناء في مدينة أتلعثم بلغة أهلها وأتهجّى حروفها·· !
 
اصطدمت عيناه بشعار الخنجر على غلاف الجواز، فأخذ يقلبه في يده، ثم قال:
 
- نورة، أنت عمانية! والنعم والله بأهل عمان!
 
لم أُعقب فقط تكلفت الابتسام·· فما الأحاديث التي يمكن أن تدور بيني وبين شخص لا أعرف عنه شيئًا ؟!
 
وبعد لحظات صمت ابتدرته قائلة :
 
- إنها زيارتي الأولى لمدينة الضباب·
 
ابتسم بحنوٍّ وقال:
 
- لا تشيلين همّ، أنا معاج(1)·
 
شكرت الرجل، وعاد الصمت بثقله يحفر المسافة بيننا·· أشار إليَّ أن أقف بجانبه في الطابور الطويل المتجه لمكتب تفتيش الجوازات··· !! قوافل بشرية تقتحم البوابات·· قارات العالم الخمس اتحدت في هذه الصفوف الممتدة، سحنات متباينة وعيون سود وخضر وزرق تفصح عن جغرافية أصحابها، أعراق الأرض اختلطت في هذه البقعة··· كنت أتفرس الوجوه المعجونة بالوجع·· والتي تنطق أبجدية أهدابها بالمرارة والأسى ·· حينما أفقت على صوت سعود وهو يقول بحزم:
 
- مطار هيثرو بلندن هو المطار الدولي الأكثر ازدحامًا في العالم·
 
قلت وأنا أبتسم :
 
- ولولاك لضعتُ فيه!
 
رد:
 
- علينا أن نجند أنفسنا لخدمة بعضنا بعضًا في الغربة·
 
اتجه نحو الحزام السّيَّار وأنا أتبعه كظله، رنَّ جواله بمقطع جميل لفيروز ·· النغمة عالية لامست مسامع الموظف في مكتب التفتيش، فانتشى وأخذ يرقص بحركات تتناسب مع إيقاع الأغنية، ابتسمت لتصرفه وقلت:
 
- هذا ما يعجبني في هذه الكائنات، تلك التلقائية الجميلة، نبست عبارتي وأنا أتفحص ملامح الرجل الذي أجهل هويته حتى اللحظة·· !

الصفحات