المجموعة القصصية "شرفة أرملة" التي كتبها القاص جمال القيسي تحوي ثماني عشرة قصة ، وتتميز الكثير من قصص هذه المجموعة بأنها تتبع تقنية القص التقليدية التي تقوم على راو يتولى سردها بضمير الغائب أو الأنا ، وكثيرا ما يلجأ الكاتب إلى افتعال مدخل قصدي للبدء في القص
أنت هنا
قراءة كتاب شرفة أرملة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
صاح :
- يا رجل··· يا أبله ! الاستاذ معروف أشهر من أن أعرفك به أصلا·· والأصل ان تبتسم بامتنان في وجهه وتدعي الارتباك والغبطة بأنك التقيته أخيرا وتتعرف إليه·
سألته جادًا :
- وماذا يعني هذا ؟
صرخ بحماسة خطيب فاشل :
- حتى يعلم أنك متابع ومثقف···
خلت شررًا يتطاير من عينيه وانه لابد سيصفعني، ثم وكأنه تذكر شيئًا، قال مؤنبًا :
- ثم ما هذه الأسئلة التي سألته إياها ؟
- أية أسئلة ؟
- عندما تحدث في واقع الأمة وتحديات العصر ماذا سألته !
- ماذا سألته ؟
بسخرية وقد أخذ يقلّد صوتي بصورة جارحة :
- سألته عفوا أستاذ معروف ما معنى (انطولوجيا) ؟ ثم ماذا تعني
(بالأتمتة) و(الأبستمولوجيا) ؟
أجبته بكل براءة :
- كنت أريد ان اعرف معانيها·
سكتَ ونيران الغضب تمور في جوانبه :
- كنتُ أريد ان اعرف معانيها·
كررت أنا بكل براءة·
خلته لم يسمع·
لكنه صرخ في وجهي :
- يا أخي حين تتعرف الى شخص من وزن الاستاذ معروف يجب ان تبدي أنك تعرفه كما قلت لك·
ابتسمتُ، فأردف :
- وحين يتحدث بأي موضوع يجب ان تهز رأسك بالموافقة علامة فهم لكل ما يقول·
سرحت بعيدًا وسألته :
- بماذا ينفع هذا ؟
عجبت لهدوئه المفاجىء :
- حتى يعرف أنك على درجة من الثقافة وأنك جدير بصداقتي· ثم هل نسيت إنني قلت لك قبل فترة من الزمن أنه عندما أعرفك على أحد وأضيف هو شقيق فلان، عليك ان تبتسم وتقول أجل أجل يا مرحبا·· طبعا·· معروف·· معروف·
سألته بمنتهى البراءة :
- وبماذا يفيدني أن اظهر جديرًا بصداقتك ؟