المجموعة القصصية "شرفة أرملة" التي كتبها القاص جمال القيسي تحوي ثماني عشرة قصة ، وتتميز الكثير من قصص هذه المجموعة بأنها تتبع تقنية القص التقليدية التي تقوم على راو يتولى سردها بضمير الغائب أو الأنا ، وكثيرا ما يلجأ الكاتب إلى افتعال مدخل قصدي للبدء في القص
أنت هنا
قراءة كتاب شرفة أرملة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
قال بفخر :
- لأني راديكالي بطبعي، وكل من أعرفهم يجب ان يكونوا على شاكلة باقي معارفي في الفكر !
بهدوء سألته :
-أحقا أنت راديكالي ؟
ابتسم بتواضع كاذب :
- هل لديك أدنى شك ؟
أجبته وجلاً :
- بصراحة أخشى ان أسألك معنى راديكالي فتغضب مني ولكني أظن أنني لست بحاجة الى صداقة أمثالك·
صاح وخلته غاضبا لولا ضحكته العالية :
- ها أنت راديكالي الآن·
أجبته بصوت يشبه الحشرجة :
- لستَ صديقي·· وما أنت إلا دعي فكر وثقافة··· مالي وتفاهات أصدقائك·
صمت كمن خُرِس·
تابعت بهدوء :
- الاستاذ معروف التافه لم أجد سببًا واحدًا لمحاولاته التعيسة في حشو كل مصطلحاته الغريبة في جلسة عادية، ولم ادرِ هل ينسى واحد من وزنه وأظنه من وزن الفراشة انه ليس في ندوة أو محاضرة تضم نخبة من سياسيين أفذاذ أمثاله· وأنا لم اقدم له نفسي بصفة ثقافية أصلا بل أنت·
صمت من كنت أظنه صديقي، وتابعت متسائلاً :
- ثم أنت أيها الراديكالي·· لماذا لم تخبرني ان مؤهلات يجب ان تتوافر بي كي أكون صديقك· ومنذ متى كانت الصداقة تحتاج الى مؤهلات !
سأل مستهجنًا :
- كيف ؟ كيف لا تحتاج الصداقة الى مؤهلات·
-ما هي الصداقة برأيك ؟
- حالة انسجام وتلاقٍ في أفكار وميول وإلا···