المجموعة القصصية "غرفة في تل أبيب" للكاتب الفلسطيني راجي بطحيش؛ ثمة لحظات غريبة، ومربكة، وكئيبة نوعاً ما... تلك اللحظات الأولى التي يجد فيها المرء نفسه وحيداً في غرفة.. في فندق... في مدينة ما... لحظة موحشة بغض النظر عن طبيعة هذه الغرفة..
أنت هنا
قراءة كتاب غرفة في تل أبيب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
علا
استلمت علا مفتاح الغرفة في الفندق المحذوف خارج الزمان في رام الله، وكأنه لا يوجد في وسط بؤرة اهتمام عالمي ··· فندق يعبر عن اعتذاره وندمه على كل لحظة حاول أن يتألق فيها··· فقد بني هذا الفندق في المنتصف الثاني من التسعينات أو بكلمات أخرى أيام العز على الطريقة الفلسطينية ··· تلك الأيام المرصعة بالآمال بغد جديد، تتحوّل فيها رام الله أخيرا وبعد عشرات السنين من الفرضيات الوهمية الى سويسرا الشرق، وعلى الطريقة الفلسطينية أيضا، بحيث تمتلىء المدينة وفنادقها المنشأة بالزوار من الشرق والغرب ···· الخليج والشام والمغرب··
عرب وعجم···· سود وبيض··· ولكن القرن الواحد والعشرين جاء مادا إصبعة الوسطى لهذه المدينة ولكل ما حولها من شعب وبلدات ومشروع دولة ··· مع أن رام الله كانت قد استقبلته بألق لا يوصف···
دخلت علا الى الغرفة وسط النظرات المترقبة والمتواطئة في آن واحد للموظفين الضجرين في الفندق شبه الفارغ···· جلست علا عند حافة السرير وأخذت تراقب من تجلس قبالتها داخل المرآة بتشكك···
رن الهاتف النقال···
- نعم حبيبي أين أنت
- متى وصلتِ؟
- الآن ··· قبل قليل
- كيف الأوضاع في حيفا
- لا أعرف!··· أين أنت؟
- حبيبتي ··· آسف سأضطر أن أتأخر··· لدي جلسة··· فجائية!!
- كم من الوقت··
- ساعتين ربما أكثر ربما أقل
- (بسخرية مريرة) على أقل من مهلك ····
- ألا تدرين ماذا حدث هنالك، مجزرة جديدة في قانا
- قانا!!!
- افتحي الجزيرة
أقفلت علا الهاتف وقد كانت في نهاية العقد الثالث من عمرها عندما تعرفت على عدنان، ذلك الرجل الوقور والمهم الفاعل في الحياة الاقتصادية في رام الله والسلطة على الإطلاق··· كان عدنان في بداية العقد السادس، متزوج ولديه من الأولاد ثلاثة، و كان يؤمن دائما، بوجوب الحفاظ على متنفس للحب والانطلاق الى جانب الحياة العائلية والعملية الملتزمة····