المجموعة القصصية "غرفة في تل أبيب" للكاتب الفلسطيني راجي بطحيش؛ ثمة لحظات غريبة، ومربكة، وكئيبة نوعاً ما... تلك اللحظات الأولى التي يجد فيها المرء نفسه وحيداً في غرفة.. في فندق... في مدينة ما... لحظة موحشة بغض النظر عن طبيعة هذه الغرفة..
قراءة كتاب غرفة في تل أبيب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
شعرت علا بأنها عالقة داخل تلك الغرفة لمدة غير محددة··· فهي لا تستطيع التجوّل في الخارج هكذا··· لوحدها··· لأسباب عديدة···· عديدة جدا···
أشعلت علا التلفاز ثم أشعلت سيجارة، ثم رنّ الهاتف مرة أخرى··· كانت صور الأطفال المنتشلين في قانا تتوالى وتتسارع··· وكان مشهد الموتى الصغار·· مفزعا·· حيث رفع معظمهم يده اليمنى في الهواء استغاثة بائسة خلال ليل الموت الطويل···
الأحد 30 تموز 2006
- نعم ماما···
- أين أنت ··
- قلت لك في تل أبيب··
- يا حبيبتي·· الوضع سيء عودي الى البيت·
- ماما بأي منطق تتكلمين··· أولا لدي عمل هنا··· وثانيا·· الصواريخ في حيفا على ما أظن··· وليس في تل أبيب···
- متى تعودين؟
- غدا صباحا··· على الأغلب···
- لا تدخلي في جدالات مع أحد ··· لا دخل لنا بما يجري···
- لا تبقوا بحيفا اليوم··· من المؤكد أن نصرالله سوف يرد بعنف على المجزرة···
- أين نذهب
- لا أعرف··· الى بيت لحم·
- على فكرة ··· اتصلت بك رغد···
كانت ردود الفعل على المجزرة تتتابع بسرعة لم تنافس سرعة ورود الصور أو السرعة التي كانت تشعل فيها علا السيجارة تلو الأخرى···
الرئيس السنيورة يتحدث الآن···
والهاتف يرّن أيضا···
نظرت علا إلى شاشة الهاتف بارتباك ··· قررت في ختامه الإجابة···
- رغد··· هاي !