قراءة كتاب نبوءة فرعون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نبوءة فرعون

نبوءة فرعون

في رواية "نبوءة فرعون"؛ جاءها المخاض في ليلة كانونية مظلمة، فولدته على سجادة تغطي الأرض في غرفة النوم، وقطعت حبل الخلاص بيديها على ضوء لآلة مكسورة زجاجتها  متروسة بالسخام، فلم تر وجهه النوراني النحيف جيداً في تلك اللحظة العصيبة، ولا رآه أبوه منصور الذي كان

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
ديلّلول يا الولد يا بني ديللول
 
عدوك عليل وساكن الجول
 
فيسمعها يحيا ويبتسم، ثم تغفو عيناه رغدًا وراحة، وعندما تكف أمه عن الغناء يفتح عينيه من جديد بصعوبة وهو يقاوم النعاس بقوة لكي يبقى في حضن أمه ويجعلها تغني له من جديد·
 
لكن ساكن الجول لم يكن عليلاً ولم يكن يعلم بأمر يحيا الذي نذرته أمه من الله في يوم زكريا، ثم ولدته في الثامن والعشرين من كانون الثاني من العام الذي جاء به أصحاب الفيل إلى الديار، فكان كلما وقف ساكن الجول أمام المرآة سألها:
 
- يا مرآة الجدار·· يا مرآة الجدار··
 
من أقوى الرجال في هذي الديار؟
 
فتقول له:
 
- أنت·
 
فينتشي ساكن الجول وينتعش ويحدث نفسه قائلاً إن الوقت قد حان لكي يعاود البحث عن الماء في السطح الجليدي لكوكب المريخ، ويقطع ملايين الأميال الضوئية من طريق محفوف بالمخاطر للوصول إليه· وقال أيضًا إن دولاب أضواء الدنيا قد دار على اليوم الذي جلس فيه الدب الأحمر مع الأفريقي الأبيض، وقال له وهو يحكّ جبهته الموشومة بالمنجل والمطرقة: لم أعد عدوك، فابحث لك عن عدو جديد·
 
ولم يكن في بيت يحيا مرآة سوى كسرة صغيرة تضعها أمه على نافذة المطبخ المناظرة لحوض الغسيل، وأحيانًا تنقلها إلى حقيبتها قبل أن تخرج إلى دوامها اليومي في (بدالة الشعب) حيث تواجهك عند دخول المبنى وهي تقف خلف رف خشبي طويل ينتهي بميزان·· وتصل إلى عملها يوميا بحافلة زرقاء قيل إنها قارونية جاؤوا بها من أرض المعارض عند غزو الكويت·· مريحة جدًا عندما تسير وتؤرجحهم فوق طسّات الشوارع بسلاسة دودة القز السمينة التي تدور بالأطفال صاعدة نازلة في قفصها الأزلي، الذي تعرفه أجيال وأجيال ظلت تذهب وتجيء إلى مدينة الألعاب القريبة من سوق الثلاثاء لتركب هذه الدودة التي لا تموت·
 
هذه السيارة يسمونها الخط وفيها فقط تدع بلقيس الربطة السوداء تنزلق من على رأسها فتتحول من أم يحيا إلى بلقيس، البلورة السمراء الجميلة التي تنظر من النافذة المفتوحة على العالم، فتشعر مع كل نسمة هواء تهب عليها أنها تحيا وتولد للتو، وأن الشيب قد اختفى من شعرها الكستنائي الناعم المتطاير في الهواء وأنها عادت طفلة من جديد·

الصفحات