ديوان "صحراء في المترو" للشاعر اشرف الزغل الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، يمسك الزغل في "صحراء في المترو" بإيقاعه الخاص، المحمول على مفردات غير مواربة، ويراهن بنجاح على إدهاش متقشف وعميق في آن، فيما يستخرج الشاعرية العالية من مواطن لا تبدو شاعرية
أنت هنا
قراءة كتاب صحراء في المترو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
2
كُلَّما غسَلَت الستائرَ
من الريحِ القادمة من بيتهِا القديم
كلما فَرَكَت أسطوانةَ الموسيقى
كأنها تطردُ ذبابةً عن طبق الباستا
كلما أشعَلَت الشبابيكَ
بِعينٍ عاتبةٍ على قسوةِ ديسمبرَ
كلما تقَيَّأَتْ على أرضِ البيتِ
كلما أرادَتْ أن تضع رزنامةً جديدةً على الجدارِ
سمعَتْ طَرَقاتٍ على البابِ
الطريفُ في الأمر
أنها لمْ تفتح البابَ حتى اللحظةْ
ذات أخرى
فَمٌ يابسٌ
عينانِ عاريتانْ
ومُعلَّقتانِ في السَّقفِ
يدان رطبتانْ
زجاجةُ نبيذٍ فارغة
وكرسيٌّ مثقوبْ
لسببٍ ما
كان شارداً في الصباحِ
كغيمةٍ في بئرٍ