ينطوي كتاب الناقد د.
أنت هنا
قراءة كتاب ثنائيات مقارنة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
وهي، كما أوضحنا، وضعية دفاعية فقدت مبرّراتها مع ظهور المدرسة أو المدارس البنيوية، وما تلاها من مدارس نصيّة لا تعير الوجود الفعلي أو المتخيّل لكل هذه الأمور اعتبارا كافيا، ومنذ أن وضعتها، قبل ذلك بسنوات، تساؤلات (رينية ويلك) عن (أزمة الأدب المقارن ) في موقف حرج، بدأت تنطوي فيه على نفسها، وتعيد النظر في بعض مسلّماتها، خصوصا بعد أن فتح الدرس المقارن في أمريكا والمدرسة السلافية المقابلة، الباب واسعا نحو مناهج ورؤى أخرى للنظر في العلاقات القائمة بين الآداب والثقافات القومية المختلفة، وتداخل الأنواع، وتجاوز الطابع المسرف لأحادية النظر والنوازع القومّية الضيّقة التي تجعل همّها محصورا في ملاحقة طرق استثمار الآخرين للنتاج الخاص بأمة معيّنة متفوّقة في لغتها وثقافتها وفكرها، تبعا لتفوقها الاقتصادي، والعسكري والسياسي، وما يفرضه، الآن، ويساعد عليه، عصر العولمة والإنترنت والقرية الكونيّة الشاسعة، من وسائل اتصال لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل·
واستعراض موضوعات هذا الكتاب والتعليق عليها، بهذا الشكل، لا تُغني، بطبيعة الحال، عن مباشرة قراءته والاطلاع عليه، ورؤية ما فيه من جهد نأمل معه أن يكون قادرا على الإسهام في إعطاء دفعة أخرى، وإضافة دماء جديدة للدرس الأدبي والثقافي المقارن في لغتنا العربية، بعد أن قصرت أغلب مقرّراته المدرسية والاكاديمية على مجموعة من التعريفات المبتسرة، والاستعراضات السريعة لمدارس هذا الأدب ومناهجه، و رؤية نماذج من الصلات الثقافية التي يظهر فيها، بشكل خاص، التأثيرات التي تركها أدبنا وثقافتنا العربية والاسلامية على بعض الأعمال والأنواع الأدبية الشرقية والغربية في عصور سابقة·
وفي ختام هذه المقدمة لا يسع المؤلف إلا أن يشكر جميع الأصدقاء من الباحثين والأساتذة المختصين من الذين قدّموا له العون، ولم يبخلوا عليه بشيء· كما يسّره أن يشكر بعض طلبته في الدراسات العليا بجامعة بغداد، من الذين كانت بعض ملاحظاتهم ونقاشاتهم قد أثرتْ الكتاب وحفّزت صاحبه على إدخال بعض التغييرات الضرورية في بعض الموضوعات، وإضافة موضوعات جديدة من شأنها توسيع صورة هذه الثنائيات المقارَنة واستكمال بعض جوانب النقص فيها·
ولا يفوت المؤلف، كذلك، أن يقدم امتنانه وعرفانه بالمساعدة القيّمة التي قدمها صديقه الكاتب والقاص المبدع الراحل العزيز خليل السواحري، الذي أخرجت دارالكرامل التي يملكها، الطبعة الأولى من الكتاب عام 1992م، وعمل مع الكاتب على إعداد الطبعة الثانية للنشر، آملا أن تكون هذه الطبعة الثالثة الجديدة أكثر غنى وتكاملا من النواحي النقدية والفكرية والفنية جميعا·
والله وليّ التوفيق
أ· د ضياء خضير
جامعة صحار - سلطنة عمان
البريد الإلكتروني [email protected]