أنت هنا

قراءة كتاب بنو اسرائيل بين علوهم الكبير وسقوطهم الأخير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بنو اسرائيل بين علوهم الكبير وسقوطهم الأخير

بنو اسرائيل بين علوهم الكبير وسقوطهم الأخير

تقييمك:
4
Average: 4 (4 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
الفصل الثاني
 
بشارات القرآن الكريم .. ونبوءات السنة
 
النبوية الشريفة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
"عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً (27) "
سورة الجن
(26-27)
خلق الإنسان .. وخلق معه شغفه بالمعرفة والتعرف على ما حوله .. فمعرفته لما حوله تعطيه الإحساس بالأمان .. فبمقدار معرفته لما حوله .. بمقدار ما تزداد إمكانات التعامل مع هذا ال ( ما حول ) .. أو كما يسمى محيطه أو بيئته .. بينما حرمانه من معرفة ما حوله يضعف قدرته على النجاح في ذلك التعامل .. وبالتالي يزيد من مخاوفه مما حوله .. ومن هنا بدأت لدى علماء النفس ما يسمى بحاجة الفرد إلى أدراك ما حوله .. فإدراك الانسان لما حوله حاجه تمليها ضرورات تعامله أو تكيفه مع محيطه .. وأي نقص أو قصور في هذا الإدراك .. يخلق لديه حالة من عدم الارتياح أو القلق يوازي هذا النقص أو القصور .
ونقصد بادراك الإنسان لما حوله .. هو إدراكه لجميع جوانب محيطه مكانياً وزمانياً .. وما المستقبل إلا جزءاً من ذلك المحيط الزماني .. فهو كما أطل وأدرك ما هو ماض غابراً وما هو واقع حاضراً .. يريد أن يكمل حلقة مدركاته بالاطلال على ما هو آتٍ من زمانه .. ولذا نجده يحاول التعرف على ذلك من خلال العرّافين تارة .. أو التنجيم تارة أخرى .. أو الأبراج ثالثة .. ألم تر انه لا تكاد صحيفة أو مجلة تخلو من الأبراج هذه الأيام !!.. بل أصبحت الإذاعات المسموعة والمرئية تبث برامج خاصة لتطلع المستمعين والمشاهدين على ما تقوله أبراجهم .. وبالتالي ما ينتظرهم من أحداث مستقبلية .
هذا وقد كشف الله سبحانه وتعالى بعضاً من أمور الغيب لحكمة أرادها .. فكانت البشارات التي وردت في الكتب السماوية .. ومثلها النبوءات التي جاءت على ألسنة الأنبياء والرسل لتكون دليلا على صدق
نبوتهم ورسالاتهم .. وأما من يدعي علم الغيب من كهنة ومنجّمين .. أو من يعتقد الناس انهم قادرون على علمه كالجن والشياطين .. فهم
عاجزون عن فعل ذلك لقوله تعالى : " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول" (سورة الجن -26 ) .
اليك بعضاً مما جاء من هذه البشارات في القرآن الكريم والنبوءات في السنة الشريفة .. ولعل أول وأشهر بشارة وردت في القرآن الكريم هي تلك التي أتت ببشارة انتصار الروم على الفرس زمن النبي (ص) في سورة الروم : " ألم (1) غلبت الروم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون (4) بنصر الله " .. فقد أتت هذه البشارة لتخبر الرسول الكريم (ص) والذين أمنوا معه بنصر الله للمؤمنين .. وهم هنا الروم من أهل الكتاب على الوثنين من الفرس .. لتشد أزر المؤمنين وتعدهم بنصر مشابه .. وقد تحقق بعد خمس سنين من هذه البشارة نصر الروم على الفرس .. ليأتي نصر المسلمين على الكفار من قريش في معركة بدر .. ولعل شهرة هذه البشارة وأهميتها قد أتت بسبب تحديد تاريخ تحققها من جهة .. وهي هنا بضع سنين وهو العدد الذي يتراوح بين ثلاث وتسع سنوات .. ومن جهة أخرى قصر الفترة الزمنية المعطاة لحدوثها .. فكانت لا تتجاوز ثماني سنوات .. لتؤكد علم الله تعالى المطلق بالغيب .. وصدق رسوله الكريم (ص) بكل ما ينبئ به من قول أو فعل .

الصفحات