أنت هنا

قراءة كتاب كورون .. أو الماء باتجاهين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كورون .. أو الماء باتجاهين

كورون .. أو الماء باتجاهين

المجموعة القصصية "كورون.. أو الماء باتجاهين"؛ يتوزعون مع بداية الليل ويختبئون في الجيوب الخلفية للحارة، حيث المزارع المطلة على المنازل بنخيلها الجاف المسلوخ.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
اليوم الأول
 
يتوزعون مع بداية الليل ويختبئون في الجيوب الخلفية للحارة، حيث المزارع المطلة على المنازل بنخيلها الجافة المسلوخة· كانوا يتناولون زجاجات العطر على الطريقة التقليدية بدلا من علب البيرة المثلجة، ثم ينامون وسط المسيبلو ليزحفوا بعد ذلك كالسحالي باتجاه الحارة، وعلى صوت المؤذن في مسجد العجم يكون كل واحد منهم في فراشه بعد أن يدخلوا من الأبواب الجانبية للمنازل·
 
مع بداية الصباح يترك الصيادون الشاطئ بعد أن ينتهوا من مصائدهم الليلية، محملين بشوادر السمك· الأزقة مليئة بروائح المزابل وأصوات العجائز والخادمات، حيث تفيض المشاجرات وأصوات المواعين من فتحات المطابخ· الصبية بسكاكينهم الطويلة وملابسهم القديمة المتسخة يركضون خلف الصيادين باتجاه سوق السمك على مدخل كورون·
 
كان ذلك يحدث والكحالي ما زال يدفن رأسه تحت المخدة، محاولا الهروب من خليط الأصوات وزحمة المشاهد، بينما تنادي زوجته من وسط الصالة (لا تنسى فسحة الخميس الفريخات بيكونو جاهزين بعد الريوق)·
 
نهض الكحالي متثاقلا من تحت المخدة، ولف مصره القطني أبو كراكيش على رقبته، مدليا طرفيه على ظهره أسفل الكتفين تماما وخرج مترنحا من المنزل· دخل المحل الذي على الواجهة، خرج وركب سيارته، عبر الشارع المتجه نحو سوق الجمعة، تجاوز إشارة المرور الأولى، انعطف يمينا، فتح مذياع السيارة، أغلق المذياع، أوقف السيارة ثم دخل إلى أحد المقاهي المطلة على سوق الخضار، كان المقهى خاليا تماما، طلب قهوة، أحضر الهندي القهوة، صبها على كوب بلاستيكي ووضعها أمامه على الطاولة، شرب الكحالي القهوة، طلب كوبا آخر، أحضره الهندي، شرب الكحالي نصفه ودلق نصفه الآخر تحت قدميه، خرج من داخل المقهى وجلس على الكراسي المفروشة على فم البوابة، تابع جلوسه حتى الثانية عشرة، بدأ المارة ينتشرون كالملاريا على الأرصفة ويندلقون كمياه المجاري على أروقة المحلات والمنازل المجاورة، قام الكحالي وأدار السيارة باتجاه أحد المحلات الكبيرة بالقرب من سوق الحرفيين، دخل المحل، توجه مسرعا نحو الزاوية المخصصة للصحف، والتي كانت مخبئة في آخر المحل· وعند نهاية الحاجز المؤدي إلى ركن الصحف، اصطدم بفتاة كانت تنعطف بجانب الرَّف المقابل؛ فسقطت السلة التي كانت بيدها فتطايرت كل القطع التي تحملها في السلة على أرضية المحل (مقابص شعر، إصبع شفاه ماركة ديور، بطاقة تهنئة بحجم طابع بريدي، علبة ديوركس لون وردي، زوائد أظافر، محلول عدسات لاصقة)·

الصفحات