قراءة كتاب نساء عند خط الاستواء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نساء عند خط الاستواء

نساء عند خط الاستواء

"نساء عند خط الاستواء"؛ مجموعة قصصية سعودية تم منعها؛ نقرأ منها: تنهدت بعمق، تذكرت أوجاعها، تمرغت ثانية في أوحال همومها، نظرت لساعة يدها، ما زال هناك متسع من الوقت لحين رجوع طفليها من المدرسة، شعرت بالضجر، لبست عباءتها، لم تكن تدري أين تذهب، شعور بالقرف وال

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
هــل أمارس جنوني؟؟
 
- آلو·· الأستاذ علي؟؟
 
- نعم·· أنا هو·· من المتحدث؟؟
 
- أنا من المعجبات جدًا بمؤلفاتك، وآرائك التي تطرحها من خلال عامودك·· أنا أعتبرك مثلي الأعلى في الحياة·
 
- أشكرك·
 
- أعلم أن مشاغلك كثيرة، لكني أرغب في إطلاعك على نتاجي الأدبي· أنا كاتبة ما زالت تخطُّ بداياتها·
 
- بكل سرور· سأنتظر نتاجك، وأعدك بقراءته قراءة متأنية، وإبداء رأيي بصراحة·
 
حيّاها، وأقفل الخط· شعور بالغبطة تملّكها، لم تصدق نفسها، أنها كانت تتحدث مع علي الأمير، من أشهر الأدباء، وأغزرهم نتاجًا· بالنسبة لها يُعدُّ أسطورة، علامة بارزة في تنمية حسها الأدبي· أخذت تدور في أرجاء البيت وهي تُدندن بنبرة فرحة، ضامة أحد كتبه لصدرها، لقد عاشت سنوات مراهقتها بين دفات كتبه، جميعها قرأتها، تابعت مقابلاته الصحفية، طالعت مقالاته الساخنة، لم يفتها أي مما سطّره النقاد عن نتاجه الأدبي· سنوات طويلة وهي تحلم بهذا الرجل، كيف يأكل؟ متى ينام؟ أين يكتب؟ عرفت تاريخه، ماضيه المشرّف، آراءه الجريئة، إخلاصه لقضاياه، السنوات التي أمضاها في السجن نتيجة مواقفه الجريئة، حياته التي سخرها لتحقيق أهداف نبيلة لمجتمعه العربي·
 
ظلت أيامًا تدور في فلك نفسها، التفكير يعتصرها من كل جانب، متسائلة في قرارة نفسها هل سيعجبه قلمي!! هل ستنال قصصي استحسانه!! شعوران حاصراها ممزوجان بالإعجاب به، وبالرهبة من شخصيته، مرّ أكثر من أسبوعين، جمعت شتات شجاعتها، هربت من سياج جبنها، ضغطت الأزرار على رقم هاتفه، تسرّب إليها صوته رخيماّ، رجولياّ، هادى ء النبرة، ما إن سمع صوتها حتى حيّاها بسرور·
 
سألته على استحياء: هل اطّلعت على نتاجي؟؟
 
بالطبع· أستطيع بلا مجاملة القول بأنك كاتبة جيدة· إنني أتنبأ لك بمستقبل زاهر في عالم الإبداع
 
أجابت بنبرة تمتلئ حبورا هل ستساعدني للالتقاء بالقراء، من خلال تزكيتي لدى إحدى المطبوعات المعروفة؟؟
 
هذا حديث لا ينفع الخوض فيه عبر الهاتف··ما رأيك في قبول دعوتي لفنجان من القهوة؟
 
ارتبكت، لجمها طلبه، سهم من التوتر أصابها في أعماقها، لم تجبه، صمت سيطر على كل منهما· بتر الصمت بسؤاله لها هل وافقت على اقتراحي؟ أم تُفضلي إرجائه بعض الوقت؟
 
أجابته بصوت متقطّع أنا واثقة فيك، لكنّي متوجسة بعض الشيء· أنت تعرف بأننا نعيش في مجتمع محافظ لا يرحم
 
أعرف مكانًا جميلاً على البحر، لا يرتاده إلا عدد قليل من الناس· إنها فرصة سانحة للنقاش، خاصة أن جو جدة هذه الأيام ربيعي، لا رطوبة فيه، مما يُشجع على الالتقاء

الصفحات