"نساء عند خط الاستواء"؛ مجموعة قصصية سعودية تم منعها؛ نقرأ منها: تنهدت بعمق، تذكرت أوجاعها، تمرغت ثانية في أوحال همومها، نظرت لساعة يدها، ما زال هناك متسع من الوقت لحين رجوع طفليها من المدرسة، شعرت بالضجر، لبست عباءتها، لم تكن تدري أين تذهب، شعور بالقرف وال
قراءة كتاب نساء عند خط الاستواء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
قالت منى بانبهار حفلة رائعة· أليس كذلك؟؟ مخاطبة مها·
اكتفت مها بإيماءة من رأسها· اتجهت صاحبة القصر صوب مها، ألحت عليها أن تأخذ كأس عصير، ما إن ارتشفت منه رشفة حتى بصقتها، سألتها بشيء من التوجس عن نوعيته، ضحكت قائلة وهي تغمز بعينيها إنه كأس من الجين مع التونك· هذا النوع يجعلك تحلقين في الفضاء· ألا تريدين أن تنسي آلامك!! إنها أنجح وسيلة للنسيان· تجعلك تستغنين عن زيارة عيادات الأطباء النفسانيين فهمت مها مغزى كلامها، أخبرتها بإصرار أنها لا تحب الخمور بسائر أنواعها·
بدأت المغنية في الغناء، امرأة ذات بشرة داكنة السمرة، متوسطة العمر، تحيط بها من الجانبين مجموعة من الفتيات تتراوح أعمارهن ما بين العشرين والخامسة والعشرين، يُساندنها بالضرب على الدفوف· مهارة المغنية في العزف على آلة العود، براعتها في الأداء، دفعت بعض النساء للرقص وسط القاعة، وقد تمايلت أجسادهن في حركات منتظمة، وسط تشجيع الأخريات لهن بالتصفيق، وترديد الأغاني مع المغنية·
لاحظت مها شيئًا غريبًا يتسرب إلى جو الحفلة، الأنوار بدأت تخفت، العيون تُرسل إشارات ذات مغزى، وفي آخر القاعة بدأت تلتصق كل اثنتين في أوضاع مثيرة· أفاقت من ذهولها على صوت صاحبة القصر قائلة بصوت مخمور هل أنت مسرورة؟! لم تعلّق مها، ضغطت صاحبة القصر بيدها على كف مها، ثم كررت المحاولة بالضغط على أحد وركيها بأناملها الدافئة· شعرت مها كأن ماسًا كهرب جسدها، هباب ساخن طفح على وجنتيها، ارتفاع حرارة انفعالها· فقدت رباطة تماسكها، أحسّت بالبلل بين فخذيها، قامت مسرعة، لحقت بها صاحبة القصر قائلة بغنج هل ضايقتك؟! تحاشت مها نظراتها النارية، أبدت رغبتها في الانصراف، رفضت صاحبة القصر طلبها بحجة أن الحفل مازال يحمل الكثير من المفاجآت، دعتها للفرجة على أنحاء القصر، وهي مطبقة على يدها، وكلما حاولت مها سحبها، تشبثت بها صاحبة القصر أكثر، ساقتها إلى جناح نومها، ذُهلت مها من فخامته، رجتها صاحبة القصر أن تقعد بجانبها على الأريكة الموضوعة في إحدى الزوايا، أغرقتها بنظرات حارة زاخمة بالاشتهاء قائلة كل منّا مجروحة· جربي عالم النساء ستجدين أنه أروع كثيرًا من عالم الرجال انتاب مها الذعر، تملكها الهلع، وجدت صعوبة في التخلّص منها، خرجت مهرولة من الغرفة، أنفاسها تتلاحق، عندما غدت خارج القصر، تنفست الصعداء·
***
مها، ما هذا الذي فعلته بالأمس؟؟ قالت لها منى معاتبة:
ماذا فعلت؟!
لقد أحرجتني مع صديقتي بتصرفك الأهوج· كما إنك انصرفت دون أن تخبريني
بالتأكيد قصّت عليك صديقتك ما جرى
نعم، وكانت ردة فعلك غبية· لقد افلتِّ من يديك فرصة ذهبية· هذه المرأة كانت ستسد فراغك العاطفي، بدلا من أكذوبة الرجل الذي تجرعت منه كؤوس المرارة، الواحدة تلو الأخرى
وما المقابل لكل هذا؟!