كتاب " زوال الكيان الصهيوني بين بشارات القرآن ونبوءات التوراة" لمؤلفه الكاتب معاوية شفيق الخزاعي، يحمل في طياته كما يقول فيه أن الحديث عن نهاية الكيان الصهيوني؛ حيث أن ما نشهده هذه الأيام من صحوة أمتنا العربية والاسلامية التي تبشرنا بقرب تحقق البشارات التي
أنت هنا
قراءة كتاب زوال الكيان الصهيوني بين بشارات القرآن ونبوءات التوراة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

زوال الكيان الصهيوني بين بشارات القرآن ونبوءات التوراة
الصفحة رقم: 2
أولاً : تاريخ سقوط الكيان الصهيوني
في الحساب القرآني
تمهيـــــد:
بداية لا بد من ذكر بشارة القرآن الكريم بزوال كيان بني اسرائيل .. الذي أقامه الصهاينة بمساعدة الغرب المتصهين على أرض فلسطين .. جاءت هذه البشارة في سورة الاسراء .. والتي تسمى أيضاً سورة بني اسرائيل .. فتضمنت أحداثأً جرت بين المسلمين وأبناء يهود زمن المصطفى (ص) وانتهت بطردهم من الجزيرة العربية .. وتابعت ما يجري بعدها من تلك الأحداث .. مروراً بردهم الكرة على المسلمين وإقامتهم " كيان الركسة" كما أسمته توراتهم .. وانتهاء ببشارة (وعد الآخرة) وزوال ذلك الكيان في المستقبل القريب بإذن الله .. ونستطيع تحديد هذه الآيات بأربع هي التالية :
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴿17/4﴾ .. قضى الله سبحانه وتعالى وقدَّر في هذه الآية أن يقوم بنو اسرائيل بالفساد في الأرض مرتين .. وهذان الفسادان كان يجب أن يتما في زمن الاسلام وضد الاسلام كما ذهب إليه المرحوم الشيخ (متولي شعراوي) .. وإلا فإن فسادات بني اسرائيل لا تحصى .. فهي كثيرة وكثيرة جداً .. فعبادتهم العجل فساد .. وقتلهم الأنبياء مثل (زكريا) و(يحيى) عليهما السلام وغيرهما .. فكل واحد منها فساد وأي فساد .. وتكذيبهم (عيسى بن مريم) وتآمرهم عليه فساد .. وعدم ايمانهم بما جاء به محمد (ص) وتأليبهم واستنفارهم القبائل العربية لمحاربته فساد .. ونشرهم على مر الزمان ووحتى هذا الزمان سبل ومواد وأماكن الفساد .. كالربا والقمار وتناول الكحول والمخدرات ونوادي الرذيلة بأنواعها لتقوم بكل ما هو فاسد .. وللاستزادة يمكن الرجوع إلى كتاب (بنو اسرائيل بين علوهم الكبير وسقوطهم الأخير) للمؤلف .
أما أول الفسادين المقصودين والذي أشارت إليه الاية الكريمة : " فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ﴿17/5﴾ .. فهذا الفساد جاء مع بداية رسالة الاسلام .. وفي زمن نبينا (ص) ومباشرة بعد هجرته إلى المدينة المنورة حيث كانو يسكنون .. إذ قامت به قبائلهم الثلاث هناك : (بنو قينقاع) و(بنو النضير) و(بنو قريظة) بالتآمر على شخص نبينا الكريم (ص) ورسالة الاسلام .. والتي انتهت بطردهم من المدينة أولاً .. ومن سائر أرض الجزيرة العربية في زمن (عمر بن الخطاب) فيما بعد .
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ﴿17/6﴾ .. يقول الحق هنا أننا وبعد فترة من الزمن نصرناكم يا بني إسرائيل على المسلمين لتكون رداً على قهرهم السابق لكم من جهة .. وعقاباً لهم على بعدهم عن الاسلام وهجرهم لتعاليمه من جة ثانية .. "وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيراً" .. انظر هنا كيف أن الحق إذا أراد شيئاً يوجد له الأسباب .. فاسباب القوة كما حددتها الآية الكريمة هي المال والأبناء والنفوذ .. فهاهم أبناء يهود قد وصلوا إلى مراتب العلم ومراكز النفوذ في بقاع العالم المختلفة .. فهم في السياسة احتلوا مراكز متقدمة .. وفي العلوم حققوا السبق على أيدي أبنائهم من أمثال (اينشتاين) صاحب النظرية النسبية .. و(فرويد) صاحب نظرية التحليل النفسي الشهيرة .. و(ماركس) صاحب النظرية الشيوعية وغيرهم الكثير .
وفي اللهو والتسلية فهم على مر العصور السادة دون منازع .. فهم دون غيرهم من يقوم بنشر دور اللهو بختلف أنواعها : من كازينوهات ودور قمار ودعارة وصناعة الكحول والمخدرات والاتجار بها ... الخ .
واما المال فهم أباطرته .. فبيوت المال بأيديهم .. والمؤسسات المصرفية بإمرتهم .. وحتى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي هما بقبضتهم .. والاستثمار هو لعبتهم .. والتجارة العالمية هي تسليتهم .. الأمر الذي مكنهم من الهيمنة على الغرب وأنظمته السياسية والمالية والعسكرية .. فها هو (نورمان كانتور) مؤرخ الحضارة الغربية يقول في كتابه (تاريخ اليهود) : " إن إعادة هيكلة الفكر الغربي من قبل اليهود قد بدأ من مطلع هذا القرن (القرن العشرين) . وما زال اليهود يؤثرون على نحوٍ واضح في الفكر الغربي ويستمر الأمر كذلك " .. ويضيف (كانتور) في مكان آخر من كتابه المذكور : " إن البنية الراديكالية للفكر الغربي في حركة الحداثة وما بعد الحداثة تحمل بصمات الجمعيات والمنتديات اليهودية ”.