كتاب " زوال الكيان الصهيوني بين بشارات القرآن ونبوءات التوراة" لمؤلفه الكاتب معاوية شفيق الخزاعي، يحمل في طياته كما يقول فيه أن الحديث عن نهاية الكيان الصهيوني؛ حيث أن ما نشهده هذه الأيام من صحوة أمتنا العربية والاسلامية التي تبشرنا بقرب تحقق البشارات التي
قراءة كتاب زوال الكيان الصهيوني بين بشارات القرآن ونبوءات التوراة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
زوال الكيان الصهيوني بين بشارات القرآن ونبوءات التوراة
الصفحة رقم: 5
" وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ " .. يثور هنا تساؤل : لماذا أشار الحق إلى المسجد هنا ولم يشر إليه في الوعد الأول عندما قال سبحانه "بعثنا عليكم عباداً لنا أولي باس شديد" .. مع أن عمر بن الخطاب دخل المسجد الأقصى في حضن الاسلام ؟! .. فنجيب على ذلك بالقول نعم دخل المسلمون المسجد في المرة الأولى في حضن الإسلام .. ولكن المسجد كان حينها بأيدي الرومان وليس اليهود .. وبالتالي لم يكن في ذلك إساءة أو إذلال لليهود .. والإشارة إلى دخوله هذه المرة يعني أن المسجد لن يكون مع المسلمين بل خرجوا منه .. ألم يحدث هذا في عام 1967م ؟!
"وليتبروا ما علوا تتبيراً" .. وهذا يعني انه ستمر فترة من الزمن بين دخول يهود المسجد ودخول المسلمين إليه .. وذلك ليتسنى لهم إعلاء البنيان والمؤسسات وغير ذلك مما يمكن إعلاؤه .. فهم قبل هذا التاريخ لم يكن لهم أي علو إذ انهم كانوا مقطعين في الأرض أمما .. هذا ويمكن ملاحظة أن الله عز وجل عندما خاطب بني إسرائيل واصفاً ما سيفعله المسلمون بعد دخولهم المسجد إذ قال "ليتبروا ما علوا تتبيراً" .. ولم يقل ما علوتم .. انه الدقة في التعبير .. أن ما يقام في (القدس) ارض (المسجد الأقصى) المبارك لن يكون من عمل يهود وحدهم بل يساعدهم في ذلك آخرون .. وهم كما تعرف الدول الأخرى .. أو " حبل الناس " كما عبر عنه القرآن الكريم .. فأبناء يهود بذاتهم لا قوة لهم .. فهم " وضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس".. فلا يتسنى لهم العيش الكريم القوي إلا بحبل من الله .. وهو غير متوفر بسبب بعدهم عن دروب الإيمان والهداية .. أو بعهد مع آخرين يعيشون في ظلاله .. كما عاشوا في ظل عهد الرسول الكريم (ص) أول الأمر .. أو بمساعدة اناس اقوياء يدافعون عنهم ويحمونهم كالدول الغربية بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص .
فهذا ما عرض القرآن الكريم بشأن البشارة بوعد الآخرة من لدنه سبحانه وتعالى بنهاية الكيان (الركس) والنجس الذي أقامه أبناء يهود في فلسطين .. والله لا يخلف الميعاد .. ولكنه عز وجل لم يحدد مباشرة تاريخاً محدداً لهذه النهاية .. أما التحديد الزمني لها فسنتناوله تالياً .
الحساب القرآني لزوال الكيان الصهيوني
بدأ التفكير بهذا الأمر حسابياً لدى أحد الباحثين( ) عندما اطلع على محاضرة للكاتب العراقي (محمد احمد الراشد) .. يروي فيها انه عندما أُعلن عن قيام دولة إسرائيل في عام 1948م كيف دخلت عجوز يهودية على والدته وهي تبكي .. فلما سألتها والدته عن سبب بكائها في حين كان بنو جلدتها من اليهود يفرحون ويرقصون طرباً على أنغام هذا الإعلان .. فقالت العجوز: إن قيام هذه الدولة سيكون سبباً في ذبح اليهود .. ثم سمعها ذلك الكاتب تقول.. وكان آنذاك صبياً صغيراً : " إن هذه الدولة ستدوم (76) عاماً " .. وعندما كبر الصبي رأى ان الأمر يتعلق بدورة المذنب هالي .. إذ ان مذنب هالي كما يقول (الراشد) له ارتباط بإحدى عقائد اليهود .. إذ تقول هذه العقيدة : أن قيام دولة لبني إسرائيل ستقترن ببداية دورة مذنب هالي وتنتهي بنهايتها .
فها هي دولتهم بدأت في العام 1948م .. وفي هذا العام أيضاً بدأت دورة مذنب هالي .. ولما كانت دورة هذا المذنب تستمر (76) عاماً .. فإن هذه الدولة ستنتهي مع نهايته والتي ستكون في العام 2022م بإذن الله.
العدد (76) في حساب سورة الاسراء
مما سبق تأكد لدينا ارتباط عمر دولة بني اسرائيل في عقيدتهم بالعدد (76) .. فهل نجد أن ذلك الارتباط يتكرر أيضاً فيما جاء في القرآن الكريم بهذا الصدد .. وتحديداً في (سورة الاسراء) التي تسمى أيضاً(سورة بني اسرائيل) ؟.
والآن تعال معي في رحلة نستعرض فيها ونحلل عددياً آيات وكلمات وحروف سورة (الإسراء أو بني اسرائيل) ... لنخرج بالنتائج المذهلة التي تؤيد ما ذهبنا إليه في تفسيرنا.. وفي الفرضيّة التي وضعنا لتحليلنا العددي .
1. بداية فلنحلل عددياً آيات وكلمات وحروف سورة بني إسرائيل لنرى تكرار العدد (19) ومضاعفاته .. وبخاصة العدد (76) مدار فرضيتنا:
أ. عدد الآيات التي تتكون من (19) كلمة في هذه السورة هي أربع آيات .. ومجموع عدد كلماتها هو 19× 4 ليصبح المجموع (76) كلمة... وإذا ما اعتبرنا ان كل كلمة تقابل سنة ... فيصبح لدينا (76) سنة.
ب. تنتهي كل آية من آيات سورة الإسراء (بني إسرائيل) عدا الأولى منها بكلمات مثل: وكيلاً ، شكوراً، قليلاً، رسولاً .. الخ .. فإذا حسبنا كل واحدة منها مرة واحدة بغض النظر عن تكرارها في السورة .. فمثلاً كلمة “وكيلاً " تتكرر (5) مرات فنحسبها واحدة فقط... وكلمة “رسولاً” تتكرر (4) مرات فنحسبها واحدة أيضاً .. وهكذا ... فإذا فعلنا ذلك نجد أن عددها سيكون (76) كلمة .. فيخرج معنا هنا أيضاً العدد (76) .. ويقابل (76) سنة أيضاً.
2. ثم انظر إلى الآية رقم (76) : " وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴿17/76﴾ .. فالآية هنا هي الوحيدة التي تتحدث عن الإخراج من الديار والفترة التي يلبث فيها الكفار بعد هذا الإخراج... فالإخراج هنا يمكن أن يرمز إلى إخراج أهل فلسطين من ديارهم... فبنو إسرائيل لن يلبثوا بعد هذا الإخراج إلا قليلاً... وهذا القليل من السنوات يحدده رقم الآية وهو (76) الذي يرمز إلى عدد السنين التي ستعيشها دولة إسرائيل بعد إخراج الفلسطينيين في عام 1948م.
قد يقول البعض ان الآية تتحدث عن إخراج الرسول (ص) لهم من المدينة .. نعم هذا صحيح... ولكن الآية التي تليها : " سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً ﴿17/77﴾ .. إذن ما جاء في الآية من إمهال للكفار هو سُنة تحكم الماضي والحاضر والمستقبل.