الدر المنثور من تراث أهل البيت والصحابة:
أنت هنا
قراءة كتاب الدر المنثور من تراث أهل البيت والصحابة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الدر المنثور من تراث أهل البيت والصحابة
الصفحة رقم: 4
ويـروي القاضي الشـوشتري، إن رجلا سأل الإمام الصادق عن أبي بكر وعمر، فقال : إمامان عادلان مقسطان، كانا على الحق وماتا عليه، فعليهما رحمة اللّه يوم القيامة( ). ويروي الشريف المرتضى (وهو أخو الشريف الرضي) عن جعفر الصادق انه كان يتولاهما، ويأتي القـبر فيسـلم عليهما مع تسـليمه على رسول اللّه( ). ويروي الاربلي عن الصادق أنه كان يقول ولدني أبو بكر مرتين( ). لان أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وامها (أي والدة أم الصادق) أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق( )، فيرجع نسب الصادق إلى الصديق عن طريقين وإلى المرتضى عن طريق واحد.
وأخيراً يروي الحسن العسكري في فضل الصديق وورعه، وهو يسرد واقعة الهجرة، إن النبي بعد أن سأل علياً أن ينام في فراشه، قال لأبي بكر، أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر. تطلب كما أطلب وتتحمل عني أنواع العذاب؟ فأجابه بالسمع والطاعة والمحبة وقال: وهل أنا ومالي وولدي إلا فداؤك ؟ فقال رسول اللّه : لا جرم أن اللّه أطلع على قلبك، ووجده موافقاً لما جرى على لسانك.. جعلك مني بمنزلة السمع والبصر والرأس من الجسد والروح من البدن( )..
وكان أبو بكر الصديق هو الأخ الأكبر الوفي المخلص للإمام علي، والمســاعد القائـم بأعباء زواجـه.. روى الطوسي عن علي قوله : أتاني أبو بكـر وعمر فقالا: لو أتيت رسول اللّه فذكـرت له فاطمــة، قال فأتيتــه فلما رآني رســول اللّه ضحك ثم قال: ما جاء بك يا علي وما حاجتك؟ قال فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونصرتي له وجهادي، فقال: يا علي صدقت، فأنت افضل مما تذكر، فقلت: يا رسول اللّه، فاطمة تزوجنيها( ). ويقول المجلسي : إن أبا بكر وعمر وسعد بن معاذ، هم الذين سعوا في زواج علي من فاطمة، وانهم تواعدوا علياً أن يسـاعدوه بالمـال، وان أبـا بكــر هو الذي شــجع علياً علـى زواج فاطمـة وهو الذي ساعده المساعدة الفعلية لذلك، وهو الذي هيأ له أسباب الزواج، بأمر رسول اللّه( ).
موقف أهل البيت من خلافة أبي بكر
يذكر الإمام علي (كرم اللّه وجهه) بيعته لأبي بكر بعد أن بايع الناس فيقول: (فمشيت إلى أبي بكر فبايعته، ونهضت في تلك الأحداث حتـى زاغ البـاطل وزهـق... وكانت كلمة اللّه هـي العليـا ولـو كره الكافرون، فتولى أبو بكر تلك الأمور، فيسر وسدد، وقارب واقتصد، فصحبته مناصحاً وأطعته فيما أطاع اللّه فيه مجاهداً)( ).
ويقول سيدنا علي : فاختار المسلمون بعده (أي بعد النبي ) رجلاً منهم فقارب وسدد بحسب استطاعته على خوف وجد( ).