"ثلاثاء الأحزان السعيدة" رواية تتحدث عن المأساة المعاصرة للمواطن العراقي من جرّاء حرب الخليج الثانية والحصار الدولي والتي تدفع العراقيين للهروب من بلدهم عبر أسفار انتحارية بحثاً عن ملاذ آمن. استخدمت فيها تقنية حديثة لم توظف من قبل في رواية عربية.
أنت هنا
قراءة كتاب ثلاثاء الاحزان السعيدة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
* أنا *
علمتني (···) هكذا· أرفع كفي· مفتوحة الأصابع كلها· وأصبع واحد مفتوح من الكف الأخرى· ستة!!· فيعرفون (···) ستة!! كان ذلك منذ زمن طويل· أخبرتني أن عمري (تغير!)· منذ زمن· ولكنني (···) لماذا (تغير!) فبقت أستعمل (الستة!) لأنها لم تعلمني غير هذا· هذا· (···) كان تريد له· عمري· أن يتغير· لا أعرف إن كنت أنا أريد ذلك أيضاً أم لا· رفعت (···) كانوا يتضاربون بالرصاص· بم بم! ببم!! وأنا مريض· الوجع· وأمي على (···) الجدول· كأنها تشرب الماء· ولكنها لا تشرب· منبطحة على بطنها وبركة حمراء، تتسع، (····) تتلاصف مع الثلج الوردي· وأنا لا أستطيع الحركة· كنت أريدها مثل أخي الذي (···) في حضنها الآن· ولكني لا أستطيع· تحبه أكثر مني· أنا أعرف· وكانوا يتضاربون (···) بين الصخور والأشجار· والخوف يكتّفني· رفعت كفّي· ستة!!· لا أدري لماذا (···) أن أقول ستة!! حتى لم ترتفع يداي· لا أدري لماذا!!· بم برررم!! بم!!· واضعاً (····) على صخرة· (العميد)· ينظر نحو قمة الجبل الآخر· يبتسم بارتياح· وصدره يشخب دماً· (···) على صدره واليد الأخرى على الصخرة المثلوجة· خمسات· خمسات· (···) السجناء في ساحة (التعداد)· شرطة الأمن تضربهم بالهراوات فلا يغادرون (···)· كأنهم قد التصقوا بالأرض القذرة· كان يريد أن ينهض· (العميد)· مستعيناً بالصخرة (···)· وكان أخي ساكناً في حضن أمي الدافيء دائماً· يكتفني الوجع فلا أستطيع أن أصلها· لا تشرب (···) الآن· الماء أحمر من جهتها· روديء· كنت أحبه· أخي· وأنا عطشان· أحب الحلوى (···) أريد حضنها الدافيء لأني بردان· ولكن الوجع!!· لا أستطيع الحركة· لا أدري لماذا· ولا أدري لماذا (···) بالرصاص الآن· وأمي وأخي راقدان على الجانب المعشب من جدول الماء· يحث الثلج الوردي!! وحصوة بيضاء كبيرة· (···) لامعة· مثل بيضة مغسولة· تكاد أصابع أمي تمسّها· لا أدري لماذا!! (أبو غريب)· (···) ثلاثاء لا· ثلاثاء نعم· خمسات· خمسات· عيون السجناء مخيفة· خائفة· وجه أبي (···) الممر الطويل· الرائحة الكريهة· ساحة (التعداد)· ما كدت أتذكره وجه أبي· كنت (···) في حضنه كل ليلة قبل أن يذهب إلى السجن· أحلم أني نائم في حضنه· أنا نائم· لا أستطيع (···) ولكن الوجع!! الآ· كانت تريد أن تمسكها· أعرف· أمي· كانت تريدها· (····) أخي لم يكن يريد الحصوة البيضاء· كان يريد أمي· دون حراك· لا أدري لماذا!! تحتضن أخي (···) حافة الجدول· حيث فردة حذاء (الدكتور)· لم أره· كان في مكان آخر· وكنت أعرفها· (···) الحذاء· كانت جديدة· عرضها علينا عدّة مرّات وهو يضحك· كان سعيداً· قبل أن (···) (مستوردة)· قال ذلك عدة مرّات· و(ثمينة)· لم تشتر