في رواية "صائب والبلاد المقدسة" يخلص نص سليمان لمكان محدد ( مدينته حيفا التي يعيش ويبدع فيها ) ويقفز نحو زمان مجرد مسوّر بنزعة أبوكالبتية داخل حقل خصب من الميتافيزيقيا.
أنت هنا
قراءة كتاب صائب والبلاد المقدسة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
- “نعم·”
- “إذاً، أكون مديناً لك بثلاثة آلاف·”
- “نعم·”
إقتربت منه وانحنيت نحو الصندوق وأنا أحدّق بالأسلحة، وقلت: “ياه، مدفعك هذا آلة قتل لعينة·”
إبتسم أنطون وقال: “نعم، إنّه رائع·”
- “إنّها ليست للدفاع عن النّفس بالضّبط، أليس كذلك؟”
- “إنّها تخدم أية غاية تريدها منها يا رجل، إنها من أجل البقاء·”
إستيقظتُ في اليوم التّالي وأنا أحاول أن أتذكّر الحلم الذي حلمته· كلّ ما استطعتُ أن أتذكّره هو أنّني كنت مستلقياً في سريري أشاهد فيلماً على شاشة كبيرة، وإلى جانبي كان يرقد مخرج الفيلم مع صاحبته ذات المظهر الباهت بعض الشيء· أتذكّر أنّني كنتُ أعلّق على الفيلم في محاولة لإثارة إعجاب المخرج وصاحبته·
بعد أن شربت القهوة ودخّنت ثلاث سجائر، قرّرت أن أزور جيراني نديم ولاريسا· لهذا أخذت بندقية ومسدّساً وطرقت بابهما· إستغرق نديم بعض الوقت ليفتح الباب· شربنا معا فنجان قهوة آخر· ثمّ شكرني لأنّني جلبت له البندقية في حين أن وجهه لم يكن يدلّ على مشاعره· فنديم ليس من النوع الذي يظهر لك مشاعره· لقد كان يأخذ الأمور بنوع من الرضا· وبعد محادثة طويلة حول ما إذا كانت ستأتي قوّات عسكرية دولية، أخذ البندقية وخبّأها في خزانته· ثمّ طرقت باب لاريسا·
“أدخل”، قالت·
دخلت وأنا أنظر إلى الأسفل وقد خبّأت المسدّس في جيب البنطلون·
وضعت لاريسا الكتاب الذي كانت تقرأه جانباً·
- قلتُ لها: “آسف على إزعاجك”
- “لا يهمّ”، أجابت· ثمّ نظرت إليّ بحنان وسألت: “ألن تجلس؟”
جلستُ على مقعدها الذي كانت تغطّيه طبقة سميكة من شعر القطّة· ثم لمحتُ قطتها سوسي إلى جانب المكتب· كانت القطّة تنظر إليّ نظرة عدوانية كما لو كانت تقول لي “إنك تقتحم المنطقة المخصّصة لي أيّها البشريّ الذكر·” إبتسمت لها· لعقت القطّة ذيلها، ثم تجاهلتني تماماً·
قالت لاريسا: “هل أنت جائع؟”
- “لا، لستُ جائعاً تماماً·”
- “لقد ذهبت إلى الدكّان أمس واشتريت بعض الخضروات واللحوم الجيّدة لنديم· لقد مرّ يوم البارحة بسلام·”
- قلت: “كان هناك إطلاق للنار قريب منّا في الليل· هل سمعته؟”
- أجابت بالنفي وسألت: “في أيّ وقت كان هذا؟”
- قلت: “حوالى منتصف الليل·”