أنت هنا

قراءة كتاب تأملات بقدرة خلق الله في مخلوقاته

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تأملات بقدرة خلق الله في مخلوقاته

تأملات بقدرة خلق الله في مخلوقاته

تقييمك:
5
Average: 5 (3 votes)
الصفحة رقم: 6
* من جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفة المسلمين - الذي كانت جيوشه تهز عرش هرقل ملك الروم، وكسرى ملك الفرس - يذهب بنفسه لا يوجد معه أحد إلا خادمه، وكانوا يتناوبون على الدابة حتى وصل القدس- ولم ينس عدله وزهده الذي اشتهر به حتى مع خادمه- ليستلم مفاتيح القدس في زمن أمجاد المسلمين عندما فتحها خلال خلافته رضي الله عنه دون قتال، وكان شرطهم بأن يسلموا مفاتيح القدس إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندما أشير عليه بأن يلبس ثوبا جديدا بدل ثوبه المرقع قال كلمته الشهيرة:
 
" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا عزة بغير الإسلام أذلنا الله ".
 
وعندما جهز جيش المسلمين البالغ ثلاثون ألف مقاتل لفتح بلاد فارس اختار قائد من العشر المبشرين بالجنة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما أجمعين ، فكانت وصيته عند وداعه . بسم الله وعلى بركة رسول الله يا سعد بن أبي وقاص ، لا يغرنك انك خال الرسول الله وصاحبه ، فان الناس في ذات الله شريفهم ووضعهم سواء يتفاضلون بالعافية ، ويدركون ما عند الله بالطاعة .
 
يا سعد أوصيك ومن معك بتقوى الله ، فأننا إذا عصينا الله تساوينا مع عدونا في المعصية وزاد علينا في العدد فهزمنا ، يا سعد أنا لا أخشى على الجيش من عدوه إنما أخشى على الجيش من ذنوبه سر على بركة الله يا سعد .
 
* من جعل عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: والله لم أكشف امرأة في الجاهلية ولا في الإسلام، ولا تغنيت، ولا تمنيت، ولا وضعت يميني على عورتي منذ أن بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
وكان لا بنظر إلى ما منٌ الله عليه من أموال كثيرة ، نظرة من أحب الدنيا وغاب فكره عن لقاءه مع خالقه ، ولكنه استخدم هذه الأموال في كل ما يرضي الله ورسوله ، حتى جهز بنفسه جيش كامل
 
( جيش العسرة ) حتى بشرى من سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ، بأعظم جائزة التي منى كل تقي ، ومن عرف الله علم انه له رب يستحق أن يكون الله يعبد ، وان يطاع ولا يعصى ، حتى فاز بجنات الله لا فيها نصب ولا لغوب .
 
وكان يتصف بأجمل الأخلاق التي فقدها كثير من الناس في زمننا هذا، إلا من رحم الله وما أحوجنا إليه ، ( الحياء).
 
و في يوم من الأيام دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وطرف رجله صلى الله عليه وسلم مكشوف ، ثم دخل عمر رضي الله عنه ، وعندما دخل عثمان رضي الله عنه غطى رسول الله صلى الله عليه وسلم فورا رجله ، وعندما سألته عائشة رضي الله عنها عن هذا الموقف ، قال صلى الله عليه وسلم: كيف لا استحي من رجل تستحي منه الملائكة من شدة حيائه.
 
* من جعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه القائل : من أمضى يومه في غير حق قضاه ، أو فرض أداه ، أو مجد بناه ، أو حمد حصله ، أو علم اقتبسه ، فقد عق يومه .
 
إذا تمتعت في معصية فان المتعة تزول ويبقى آثامها ، وان تعبت من الإحسان فان التعب يزول ويبقى أجره .
 
* من جعل عمر بن عبد العزيز خليفة المسلمين ، الذي كان يحكم مشارق الأرض ومغاربها، لم يدفعه هذا السلطان للتكبر على خلق الله ونسيان ذلك اللقاء الذي لا بد عنه ، لقاءه مع خالقه ، لقد تذكر أن فوقه رب عظيم سلطانه محيط بكل ذرة من ذرات الوجود؛ فخر له ساجدا باكيا، حتى كان يبكي خشية من الجليل في معظم أوقاته فيخرج الدم بدل الدموع من شدة بكائه وخوفه من خالقه .
 
وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعا ) [سورة الإسراء 109 ]) قال تعالى
 
وعندما كان على فراش الموت ، دخلت عليه زوجته فاطمة الوفية الأمينة الزاهدة وهو على فراش الموت في السكرات ، فقال لها يا فاطمة اخرجي الآن فاني أرى خلق غريبا ذو أجنحة لم أرهم مثنى وثلاث ورباع ، اخرجي فان الروح تزف لأنها ستصل إلى خالقها الأعظم ، ستكون في ضيافة الرحمن ، وكان عمر وهو في ساعة الاحتضار كان يرتل آية عظيمة في كتاب الله المجيد ختم بها سجل حياته.
 
قولة تعالى (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) [سورة القصص 83]

الصفحات