رواية "الشام مهجتي" هي الراوية الثانية في رصيد الكاتبة السورية نازك دلي حين، وهي تسرد وضع المرأة المطلقة خاصة وعلاقتها بالرجل، توزعت الرواية في 12 فصلاً، نقرأ منها:
قراءة كتاب الشام مهجتي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الشام مهجتي
الصفحة رقم: 10
ـ9ـ
لا يغربنَّ عن البال حال أخيها "فراس" ، فهو يستمد القوة ومضاء العزيمة من تصرفاتك الرصينة الدمثة ، ويحاول الاقتداء بك ، فإن ذلك كله لا يغير من الواقع الصعب الذي يعيشه الشقيقان نتيجة لغياب والديهما عنهما. وقد أيد "فؤاد" ماذهبت إليه "اعتدال" مستدركاً: إنهما بحاجة إلى رعاية خاصة واهتمام بالغ ، وإذا كنت أعتبر نفسي مسؤولاً عن "فراس" ، فإنني أطمع في أن تعتبري نفسك مختصة بشؤون "سارة" ، لأن هناك جامعاً بينكما وهوالأنوثة. وهنا استطردت "اعتدال" قائلة: إنه إضافة إلى ماتداولناه عن "سارة" فإنه لا بد من الإشارة إلى أن هناك حالات نفسية وفيزيولوجية تمر بها الفتيات في مثل هذه السن تجعلهن عرضة لتقلبات وتجاذبات لا بد من استيعابها بصبر وأناة. ولم تلبث أن دخلت "سارة" إلى الصالة ، فانقطع الحديث عندما ألقت عليهما تحية الصباح واستأذنتهما بالذهاب إلى منزل "أم ثائر" لتشارك "هالة" طعام الفطور. ولكن "اعتدال" استوقفتها هنيهة إذ دخلت إلى المطبخ وعادت تحمل طبقاً من الحلوى التي صنعتها باكراً ، وأعطته "لسارة" لتقدمه لعائلة "أم ثائر" ، فتناولت"سارة" الطبق شاكرة لخالتها هذه المبادرة الجميلة وراحت تتساءل متى يمكنني أن أصنع مثل هذه الحلوى!؟ فأجابتها "اعتدال" بحنان: سوف تصنعين أفضل منها قريباً. أعدت "أم ثائر" مائدة الفطور ، ووضعت طبق الحلوى الذي أحضرته "سارة" في مقدمة المائدة ، وقد اشتملت المائدة على الكثير من أنواع الأطعمة ، وفي مقدمتها الكشك الذي كانت "أم ثائر" تجيد صنعه ، وهو من الأكلات الشعبية ذات الحضور المميز.