أنت هنا
قراءة كتاب المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية
الصفحة رقم: 2
مهاد تاريخي
المرأة في العصر الجاهلي
من أهم المصادر التي يمكن الاعتماد عليها في الحديث عن المرأة في الجاهلية، ما اثر عن العرب من شعر ووصايا وأمثال، ومن يتتبع أشعار العرب وأمثالهم في الجاهلية يجزم بان المرأة كانت تتمتع بقسط وافر من الحرية، فكانت تستشار في مهام الأمور ، وتشارك الرجل في كثير من أعماله ،وكانت علاقتها بزوجها على درجة من الرقيّ، يدلّك على ذلك افتخار الرجل بنسبة لأمّه كما يفخر بنسبة لأبيه ، وفي أمثال العرب قولهم: محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا(1) ،وابن دارة سالم أحد بني عبدالله بن غطفان ،ودارة أمّه، وقولهم عن الوفاء: أو فى من خماعة(2)، وخماعة هذه هي بنت عوف بن محلّم الشيباني وقد أجارت مروان القرظ ،وقولهم: أو في من فكيهة (3)وفكيهة بنت قتادة بن مشنوء خالة طرفة بن العبد، استجار بها السليك بن السلكة فأجارته وفيها يقول:
لعمر أبيكِ والأبناء تنمـــي لنعم الجار أخت بني عــوارا
عنيت بها فكيهة حين قامـت كنصل السيف فانتزعوا الخمارا
من الخفرات لم تفضح أخاها ولم ترفع لوالدها شنــــارا
وأما عن مشاركة المرأة الرجل في مهام الأمور قولهم: ما يوم حليمة بسرّ(4)وكان المنذر بن ماء السماء قد غزا الحارث بن جبلة الأكبر ، فأمر الحارث ابنته حليمة أن تعطّر مائة فارس من فرسانه بخلوق، ثم أمرهم بالذهاب إلى المنذر وإظهار الطاعة له، حتى إذا غفل عنه رجاله قتلوه، فقيل: ما يوم حليمة بسرّ ، أما شعر الشعراء ومطالع قصائدهم فإنها غالباً ما تبدأ بالوقوف على إطلال الحبيبة، ومساءلتها عنها، وربما بدأت بالنسيب ، ثم يعرّج الشاعر على الفخر بمحامده وعظيم فعاله، من نحو قول البعيث بن حريث الحنفي وهو شاعر جاهلي(5):
خيال لأم السلسبيل ودونهــا مسيرة شهر للبريد المذبذب
فقلت لها أهلاً وسهلاً ومرحباً فردّت بتأهيل وسهل ومرحبِ
وهذا حجر بن خالد وهو شاعر جاهلي ،كان معاصراً لعمرو بن كلثوم يقول:
كلبية علق الفؤاد بذكرهـا ما إن تزال ترى لها أهـوالاً
فاقني حياءك لا أبالَك إنني في أرض فارس موثق أحوالا(1)
ونظام العرب في الجاهلية في الزواج نظام ثابت، فكان جمهورهم يقترن بالزوجة بعد رضاء أهلها ، كما كان الكثيرون يستشيرون البنات في أمر زواجهن ، كما فعل والد الخنساء مع الخنساء حين تقدّم لخطبتها دريد بن الصمّة ، فرفضته وقدّمت عليه أبناء عمومتها، ومع ملاحظة أن هناك أنماطاً أخرى للزواج عرفت عند العرب، ولكنها لم تكن مستحسنة عندهم على أن الزواج عند العرب هو الأصل ، ويسمّى زواج البعولة، وينشأ بالخطبة والمهر والعقد ،وقد أقرّه الإسلام ، ودعاه الزواج الشرعي ، وبه يحلّ النكاح ، وتتحقق غاية الزواج، أما أنماط الزواج أو أشكال الانكحة الأخرى التي عرفت عند العرب فخير من يحدّثنا عنه السيدة عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه ، فقد أورد البخاري عنها قولها: "كان النكاح في الجاهلية على أربعة أنحاء ، فنكاح منها نكاح الناس اليوم،يخطب الرجل وليّته أو ابنته، فيصدقها ثم ينكحها، ونكاح آخر ويسمى الاستبضاع ، ونكاح المضامدة، ونكاح المخادنة، وأخيرا نكاح البغاء وهو زنى المرأة لقاء أجر ونكاح الشِّغار ونكاح البدل ونكاح المقت(2)ولما بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هدم نكاح الجاهلية كلّه إلا نكاح الناس اليوم.

