أنت هنا
قراءة كتاب المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية
الصفحة رقم: 4
وانشأ يقول:
فان تنكحي ماويّة الخير حاتماً فما مثله فينا ولا في الأعاجـم
فتي لا يزال اكبر همّــــه فكاك أسير أو معونة غــارم
وإن تنكحي زيداً ففارس قومه إذا الحرب يوماً أقعدت كل قائم
........
وإن تنكحيني تنكحي غير فاجرٍ ولا جارف جرف العشيرة هادم
........
فأي فتى اهدي لك الله فاقبلي فإنا كرام من رؤوس الاكـارم
وأنشأ حاتم يقول:
أماويّ قد طال التجنّب والهجـر وقد عذرتني في طلابكــم العـــذر
أماويّ إما مانـع فمبيّــــن وإما عطــــاء لا ينهنهـه الزجـر
أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصــدر
.........
فقالت : أما أنت يا زيد ، فقد وترت العرب، وبقاؤك مع الحرّة قليل، وأما أنت يا أوس فرجل ذو ضرائر، والصبر عليهن شديد، وأما أنت يا حاتم فمرضيّ الخلائق، محمود الشيم ، كريم النفس ، وقد زوّجتك نفسي"(1).
وقد تردّ المرأة خاطبها إذا عرفت من صفاته ما لا يرضيها، فقد رّوي أن رجلاً تقدم لخطبة امرأة من عجل يقال لها خليعة، فأبت أن تتزوجه ،وقالت له أنت صعلوك فقير، لا تحفظ مالك ،ولا تلفي شيئاً إلا أنفقته في الخمر، فقال أبو جلده في ذلك:
لما خطبت إلى خليعة نفسهـا قالت خليعة ما أرى لك مالا
أودى بمالي يا خليع تكرّمـي وتخرّقي وتحملّي الأثقـالا
إني وجدّك لو شهدت مواقفي بالسفح يوم أجلل الأبطـالا
سيفي لسرّك أن تكوني خادمي عندي إذا كره الكماة نـزالا(2)
ومما يجدر ذكره انه كان في الجاهلية نوعان من النساء :حرائر وإماء، والإماء كثيرات ، مارس بعضهن العهر، واتخاذ الأخدان ، ومنهن من يضربن على المزهر والدفوف في حوانيت الخمارين، ومنهن جوارٍ يخدمن الشريفات، وقد يقمن برعي الإبل والأغنام، وعلى وجه الإجمال وكانت الإماء في منزلة متدنية ، وإذا ما استولد عربي واحدة منهن، لم يلحقه بنسبة إلا إذا اظهر بطولة تشرّف أباه على نحو ما عرف عن عنترة بن شدّاد وشجاعته التي أظهرها ، فردّت إليه حريته واعتباره.