تقسم الدراسة إلى خمسة فصول وخاتمة ، إختص الفصل الأول ببيان أهمية منطقة القرن الأفريقي وحوض النيل في السياسة الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة في هذه المنطقة ذات الإرتباط المباشر بمصالحها الحيوية في الوطن العربي ، ثم تطور السياسة الأمريكية تجاه السودان ، وذ
أنت هنا
قراءة كتاب الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان
الصفحة رقم: 1
المقدمة
أولاً : أهمية الموضوع
أشر عام 1989م بدايات مرحلة جديدة على صعيد تفاعلات السودان الخارجية إقليمياً ودولياً ، وشهد تحولاُ واضحاً في إدارة السياسة الخارجية السودانية ، إذ إنتقلت هذه السياسة من النمط الذي كانت قد إستقرت عليه مدة طويلة وإتسم بقدر من التوازن ، إلى نمط آخر جديد قوامه دخول حكومة "الإنقاذ الوطني" في علاقات صراعية مع العديد من الأطراف الخارجية على الصعيدين الإقليمي والدولي ، وتجسد هذا الوصف في تفاعلات السياسة الخارجية للدول المختلفة تجاه السودان ، وتبرز هنا سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه السودان طوال سنوات عقد التسعينيات .
أتت أهمية دراسة سياسة الولايات المتحدة تجاه السودان 1989- 1999م من إعتبارات متعددة أهمها :
1. بروز الولايات المتحدة في بدايات عقد التسعينيات كقوة عظمى وحيدة على خريطة السياسة الدولية كنتاج لإنهيار الإتحاد السوفيتي وإنتهاء الحرب الباردة الأمر الذي دفع بأمريكا لتبني خطاب سياسي خارجي يدعو إلى قيادتها للعالم .
2. بروز السودان بوصفه أحد الأطراف المثيرة للقلق الأمريكي وتبني حكومته لسياسات بدت في الإدراك الأمريكي أنها تتعارض مع التوجهات والمصالح الأمريكية في المنطقتين العربية والأفريقية ، ولا سيما التوجهات الإسلامية "الأصولية" .
3. صعود الجبهة الإسلامية القومية لسدة الحكم بوصفه أول تجربة لحركات الإسلام السياسي في قطر عربي ، مما جذب الإنتباه ولفت أنظار الأوساط الإقليمية والدولية .
4. تبدل العلاقة شبه التحالفية التي ربطت الولايات المتحدة مع بعض حركات الإسلام السياسي ، فقد كانت هذه العلاقة فاعلة في الماضي وظفتها الولايات المتحدة في مجابهة (الخطر الشيوعي) في أماكن مختلفة .
ثانياً : الغاية من الدراسة :
إن إختيار الموضوع من قبلنا جاء محاولة متواضعة للبحث في مضامين السياسة الأمريكية تجاه هذا البلد ، لمعرفة الأهداف الحقيقية التي حدت بالولايات المتحدة لإنتهاج مثل هذه السياسة ، فضلاً عن بيان المخاطر الحقيقة التي إستهدفت ولا تزال المنطقة العربية وأفريقيا في ظل سيادة العصر الأمريكي ، كما هدف الكاتب للتوثيق لمرحلة مهمة من تاريخ مسيرة العلاقات بين الدولتين .