كتاب الصحافة المتخصصة؛ تعتبر الصحافة ركناً أساسيا في تشكيل أراء وثقافة المجتمع الانساني، وحصيلة للتطور الحضاري للمجتمعات، بعد أن برزت الحاجة لتشكيل الرأي العام وكسب الجمهور المتزايد عدداً وحاجات.جاء الكتاب في أربعة فصول تبعها ملاحق وجدنا حاجة لوضعها لنعطي ا
قراءة كتاب الصحافة المتخصصة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
وقبل الدخول في تعريف ودراسة الصحافة المتخصصة نعرج قليلاً على نبذة عامة حول الصحافة.
الصحافة: تنوعت التعريفات التي تناولت الصحافة فقد كان الباحثون يقولون «أنها مجموعة أوراق، أو قطعة من الجلد أو قرطاس تكتب فيه وقد كان لتعريف د. خليل صابان حيث قال إن تطور الصحافة جاء نتيجة لتطور وظيفتها.
وأول من استخدم كلمة «صحافة» في اللغة العربية كان الشيخ نجيب حداد الذي أسس جديدة «لسان العرب».
أما التعريف الغربي فقد وصفها بأنها «نشرة تطبع آلياً من نسخ متعددة وتصدر عن مؤسسة، وتصدر بانتظام، ومحتوياتها ذات فائدة عامة وتهتم بالأحداث الجارية، واشترط أن تنشر الأخبار وتذيع الأفكار وتعطي معلومات بهدف تكوين جمهور من القراء والمحافظة عليهم. وقد عرف «ويكهام ستيد» وظيفة الصحافة بأنها جمع الأخبار ذات الفائدة العامة».
نلحظ اختلافاً في التعريفات وذلك منطقي لاختلاف الظروف التاريخية والمراحل التي مرت بها الصحافة، ووفقاً للبيئة والتقدم العلمي والثقافي الذي يعيشه الباحث الإعلامي الذي تصدى لهذه الدراسة والتعريف.
وقد تصدى الدكتور خليل صابان للتعريف وقال إن كلمة الصحافة هي ترجمة لكلمة أجنبية journalism أي المهنة الصحفية وتحمل أيضاً معنى الكلمة press أي مجموع ما ينشر في الصحف، وهذا يعتقد أنه سليم ضمن المفاهيم الحديثة إلا أن الإنسان تعامل مع نشر الأخبار وإيصالها إلى الصحافة منذ القدم، وذلك لأن الاتصال مع الآخرين والتفاعل معهم أحد الصفات الإنسانية، وهي أحد مميزات الإنسان وضرورية لتحقيق النشاط الاجتماعي، ويعتبر الاتصال وتبادل المعلومات والخبرات أحد الوسائل الأساسية لبناء معلومات وخبرات الأفراد والجماعات.
تواصل الإنسان مع الآخرين في القديم عن طريق النقوش والرسوم على الحجارة في المعابد والكهوف ثم تطور للرسم على الجلود والبردى ولعل الصين القديمة أول من عرف الصحافة بهذا المعنى، وقد استحدث الإنسان القديم وسائل اتصال تسهل عليه الاتصال وإيصال المعلومات فقد استخدم الطبول ولا زالت هذه الوسيلة مستخدمة لدى قبائل إفريقية، على أية حال كانت هناك تفاهمات حول الرموز ومعانيها حتى تكتمل الرسالة المراد إيصالها.
ومع تطور الإنسان وعيشه في جماعات أصبحت المعابد والأسواق والساحات العامة أماكن لتبادل الآراء ومعرفة الجديد من الأخبار وفي التاريخ العربي القديم كانت مكة والحج إليها أحد الوسائل، فنشأ سوق عكاظ كحدث ينتظره الناس لتبادل الأخبار وإيصالها.
وبعد الدعوة الإسلامية أصبح المسجد أحد أهم الأماكن التي يتلقى فيها الناس الأخبار وأصبح مادة لتعليم الناس شئون دينهم ودنياهم، ليس ذلك فقط بل أضحى المسجد ساحة تتلى فيها البيانات عن سير الفتوحات الإسلامية والحروب، ووسيلة للتعبئة العقائدية والسياسية.