كتاب "علم النفس والمخابرات"؛ تهدف المحاولة البحثية بصورة محددة دراسة العالم السري لتطبيقات علم النفس الكبرى في مجال المخابرات· وأنه لأمر مشروع بالإدلاء بشهادة عن حسن أو سوء توظيف علم النفس· إن البحث في هذا المجال الغامض أو السري قد يثير تساؤل البعض: ما هي ع
أنت هنا
قراءة كتاب علم النفس والمخابرات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
ووجه آخر من أوجه صعوبة دراسة تطبيقات علم النفس في المخابرات صعوبة إجراء مقابلات علنية مكشوفة مع علماء النفس الذين تعاونوا بصورة كاملة أو جزئية مع المخابرات· وربما يدلي البعض بعد سن التقاعد بمعلومات جزئية في حدود الرقابة المتاحة ويرجع ذلك كما ذكرنا سابقا لطبيعة المهنة التي تتطلب السرية· يقول رايت (8 8 9 1) تتصف مهنة المخابرات بالعزلة· ولاشك بأن هناك صداقات حميمة، ولكن في النهايات تبقى وحيدا مع أسرارك· تعيش وتعمل في قمة مموهة من الاثارة، بالاعتماد دائما على زملائك· وعليك أن تتحرك دائما، أما نحو فرع جديد أم قسم جديد، أو حتى نحو عملية جديدة· وكلما تحركت من جديد فإنك ترث أسرارا جديدة تؤدي إلى فصلك عن أولئك الذين عملوا معك في السابق· أما الاتصال، خاصة مع العالم الخارجي، فإنه يكون عادة عرضيا، طالما أن جزء من نفسك لا يمكن أن تشارك به الآخرين· ولهذا السبب فإن أجهزة الاستخبارات هي أكثر الأجهزة قدرة على استغلال الإنسان· وهذه الصفة ملازمة لطبيعة المهنة ذاتها، وكل من ينضم للعمل يعرفها·
إن عنوان هذه المحاولة البحثية هو علم النفس والمخابرات وسوف تكون المشكلة التي أمامنا هي مشكلة واو العطف ولكن سوف نعالج طبيعة العلاقة بين ما هو علم نفس من جهة وما هو مخابرات من جهة ثانية مع محاولة الربط بين الموضوعين· لعلنا نتساءل هل أثر علم النفس في المخابرات أم أثرت المخابرات في علم النفس؟ فيا ترى ما هو السبب وما هو العرض؟ وقد يتداخل في هذه الدراسة ما هو علم نفس وما هو مخابرات مع السياسة أحيانا وأحيانا أخرى مع العلاقات الدولية أو الإعلام أو الطب النفسي· ويرجع سبب التداخل لتعقيد الموضوع المدروس وعلاقته الشائكة مع كثير من العلوم· ومشكلة أخرى تواجهنا في الدراسة هي مشكلة نوعية اللغة المستخدمة، فربما نستخدم لغة علمية صارمة عندما نتحدث عن علم النفس ولكن في بعض الأحيان ربما نستخدم لغة أقل صرامة تنسجم مع عالم المخابرات أو التجسس· وإن طبيعة بعض المصادر التي اعتمدنا عليها ربما تحدد نوعية اللغة المستخدمة· هناك نقطة هامة لقارئ الكتاب لابد من ذكرها· إن بعض الاقتباسات الواردة في متن الكتاب لا تعبر إلا عن أصحابها ولا دخل للمؤلف فيها إلا من باب الاستشهاد لما ورد في النص· ونقطة أخرى بأن الكتاب هو أو ل محاولة لتغطية موضوع علم النفس والمخابرات في المكتبة العربية وبذلك تكون هذه العينة من المحاولات محفوفة بالمخاطر· وتبعا لذلك قد يكون بالكتاب بعض الجوانب ضعيفة وبعض الجوانب ثمينة وربما تكون العبرة أكثر بالجوانب الثمينة· ومهما يكن فالمحاولة البحثية مجرد اجتهاد قابلة للصواب كما قابلة للخطأ أيضا·
يبقى أن تستخلص مما سبق بأن هناك عدة تساؤلات تتعلق بدراسة تطبيقات علم النفس في الاستخبارات: ما هي أكثر جوانب علم النفس المطبقة في مجال المخابرات؟ ومن يصدر القرارات بخصوص تطور أو تطبيق علم النفس للأغراض الدفاعية أو المخابراتية؟ و هل هناك تدخل حقيقي لعلم النفس أو علماء النفس في عمل أجهزة المخابرات؟ وما هو دور علم النفس في الصراع العربي الإسرائيلي؟ ومن هم علماء النفس المتعاونين مع المخابرات في المجالات الاستشارية أو البحثية؟ وكيف يتم اختيار هؤلاء العلماء العملاء أو الجواسيس؟ وما هي الجامعات ومراكز الأبحاث المتعاونة مع المخابرات؟ وما هي مصادر التمويل بالنسبة للأبحاث المطبقة في العمليات السرية أو الميدانية للمخابرات؟ وما هي الحدود الأخلاقية لتطبيقات علم النفس؟ وما هي علاقة تمويل البحث في مجال تطبيقات علم النفس في الاستخبارات وبين تطور علم النفس كعلم نظري وتطبيقي؟ وبوسعنا التساؤل: كيف يتم الحصول على المعلومات الدقيقة والموضوعية والهامة من قبل أجهزة المخابرات في العمليات الميدانية المتعلقة بالاغتيالات، أو التخريب أو الاختطاف، والتغلغل في مراكز القرارات الحساسة في الدول المختلفة؟ وهل فعلا هناك تأثير قوي لهذه العالم السري في دنيا السياسة والدبلوماسية والعلاقات الدولية؟ أم أن موضوع علم النفس والمخابرات هو من القشور على حسب تعبير عبد الرحمن عدس؟ وهل إدراك عدس كان إدراكا صحيحا أم إدراكا خاطئا؟