أنت هنا

قراءة كتاب دماء متناثرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دماء متناثرة

دماء متناثرة

رواية "دماء متناثرة" السلسلة الأولى من روايات الخيال؛ حينما يقلق هدوء الليل صوت صفارات الإنذار تدوي بذاك المبنى القديم الذي يعود تاريخه إلى ما يقارب المائة سنة من الآن، وبالرغم من تلك السنوات إلا أنه حافظ على هيئته التي تشبه قصور الأمراء والنبلاء بالعصور ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
توقفت الفتاة قليلا عن السير لتنظر لمحل زجاجي يتوسطه رسم رجل بزي طباخ وبجانبه قطعة من الكعك الضخمة فقالت بابتسامة باهتة:
 
إنه محل أيسر مارك··· ألا يزال حيا؟، كنت ألقبه بالبخيل المتعجرف الذي كان يتباهى بلذة حلوياته، وبالرغم من طعمها الشهي إلا أنني عزمت على إفساد سعادته في يوم احتفاله بمرور عشر سنوات على إنشائه لهذا المحل، فأقدمت على جمع كم هائل من مختلف الحشرات التي بلغ عددها حوالي الألف ونيف وجعلتها تحضر احتفاله· وأفرغتها بدون شعور من الموجودين في مكب النفايات الخاص بالمحل وخرجت وأنا أحمل معي علبة الحلويات الروتينية وكأن شيئا لم يكن وانقلب يوم سعده ليوم شؤم، تارة يحاول أن يوضح لزبائنه بأن هذا الأمر ليس إلا محض شر مقيم من أحد حساده، وتارة أخرى يندب حظه الذي بسببه أغلق محله لمدة أسبوع، وبها شعرت بفرحة الانتصار عليه فقد كان لا يطيقني و يحدثني وكأني حثالة ونكرة، وشعرت بلذة الانتقام وأنا أرى الغباء الذي سيطر عليه بتلك اللحظة، ولم يشك بأني وراء تلك المصيبة التي حلت عليه، ولو كان يملك القليل من العقل لاستخدمه ولأكتشف بأن ليس هناك من كائن يرغب بأذيته أكثر مني··· صمتت لبرهة ثم أكملت حديثها البائس وهي تسير وقد عقدت ساعديها بشيء من الغضب المرير···
 
بعد مرور أسبوع من حادثة انتصاري مات جداي حرقا وأنقذت أنا ومعي الدمى الأربع ثم شاهدت لحظة هوى الدور العلوي من المنزل والنيران تستعر به وأنا أحتضن الدمية جوني بكل قوتي بألم وحزن شديدين وراقبت رجال الإطفاء وهم ينتقلون بين فناء المنزل محاولين إخماد النار التي استعرت به عن طريق رشاشات الماء المنطلقة من أنبوب طويل يمتد من سيارة الإطفاء، وباءت محاولتهم لإنقاذ جدي بالفشل المرير· وبعد مرور دقائق معدودات أخرجت جثتا جدي على حمالة مغطاة بملاءة بيضاء وعرفت بأن روحيهما ازهقتا، وعندئذ قررت الهرب والابتعاد بأكبر قدر ممكن إلا أن جدي لأبي كانا أمامي وأمسكا بي وأنا أحاول أن أبعد يديهما عني بغضب متوقد ودماء مثارة ولكني فشلت، وقد تشتت فكري بعد تلك الصدمة بسبب حديث جدي غير المفهوم:
 
لقد كان ذلك غضبا من الرب
 
لقد رحم الرب هذه الطفلة المسكينة
 
وبمرور القليل من الوقت استوعبت حديثهما بأن جدي ماتا بسبب قسوتهما علي وحاولت أن اخبرهما بخطأ ما بداخلهما من أفكار سيئة عن جدي لأمي إلا أنهما قالا لي معتقدين أني أحاول أن أخفي شيئا عنهما:

الصفحات