هذا الكتاب يعرض للتضليل والخديعة، التي حاك العدو خيوطها لإفشال مفاوضات كامب ديفيد، بلغة علمية تمسك بكل التفاصيل ولا تغفل مصدراً صحفياً دون أن تفلّيه وتحفر فيه عن الحقيقة التي سرعان ما اهتزت في وعينا وذاكرتنا الضعيفة.
قراءة كتاب الخداع الإسرائيلي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
والغريب أن الأميركيين كانوا يقرون بضرورة التحضير ···· والإعداد الجيد والمكثف، ولكنهم يصرون على عقد القمة، كأنهم كانوا يحاولون استدراجنا إليها، إلى أن جاءت أولبرايت واتفقنا معها على أسبوعين للتحضير الجيد، وبعدما وافقت فوجئنا بهاتف من الرئيس كلينتون يدعو إلى قمة خلال أسبوع، وعندما سئل عن الإعداد قال يمكن القدوم قبل يومين من أجل التحضير، عندها أدركنا أن للأميركيين حساباتهم وأنهم يريدون الذهاب إلى القمة بأي ثمن· وأصبحنا أمام خيارين: إما أن نوافق ونحن نعرف سلفا أن الفشل سيكون حليف هذه القمة وربما حملنا الإميركيون نتائج هذا الفشل، وإما أن نرفض فنتهم بتعطيل المفاوضات وعرقلة عملية السلام، وفضلنا الخيار الأول(7)·
إزاء هذا التردد الفلسطيني كان هناك اندفاع إسرائيلي للتوجه نحو القمة، تم التمهيد له بحملة إعلامية إسرائيلية مكثفة تتحدث عن اتفاقات تم الوصول إليها بشأن كافة القضايا، وأثارت هذه الحملة بلبلة في الشارع الفلسطيني إلى أن تبين بعد القمة أن كل ما كان يقال وينشر هو العروض والإقتراحات الإسرائيلية حتى لو كان الفلسطينيون قد رفضوها·(8) وقد أدلى شلومو بن عامي وزير الخارجية بتصريحات متفائلة تروج لانعقاد القمة قال فيها مواقف الطرفين لم تكن ذات مرة أقرب منها مثل اليوم باتجاه إيجاد أساس لقمة ثلاثية···· نحن نقوم بكل ما يلزم لإزالة سوء الفهم من أجل تمكين الأميركيين من عقد القمة، وبرر تفاؤله بنجاح القمة بقوله إنالقمة الثلاثية ستخلق طاقة سياسية جديدة تدفع الزعماء إلى الحسم···· لا أريد القول إن الطرف الفلسطيني سيوقع···· ولكن مع جهد كاف يبدو الوصول إلى هذه النقطة ممكنا(9)·