هذا الكتاب يعرض للتضليل والخديعة، التي حاك العدو خيوطها لإفشال مفاوضات كامب ديفيد، بلغة علمية تمسك بكل التفاصيل ولا تغفل مصدراً صحفياً دون أن تفلّيه وتحفر فيه عن الحقيقة التي سرعان ما اهتزت في وعينا وذاكرتنا الضعيفة.
قراءة كتاب الخداع الإسرائيلي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
وفي ملاحظات مفصلة حول أسلوب عمل كلينتون، أوردها أكرم هنية عضو الوفد الفلسطيني، يرد حول الجانب الإجرائي ما يفيد بان كلينتون لم يسع لعقد اجتماعات تجمع القادة الثلاثة سوى في الليلة الأولى للقمة، ولمناقشة قضايا إجرائية، وكذلك صبيحة اليوم الأخير للقمة للإتفاق على مضمون البيان الذي سيصدر معلنا فشلها كما حاول كلينتون جر المفاوضات نحو القضايا التفصيلية لمناقشة قضايا الإقتصاد والمياه وغيرها على مستويات أخرى خارج القمة، وفي المباني التي يقيم فيها الخبراء، واعترض الفلسطينيون ورأوا ضرورة التركيز على القضايا الأساسية: القدس، اللاجئون، الأرض، الحدود، الأمن ويبرز هنية في شهادته اعتماد كلينتون على ممارسة نفوذه الشخصي في التأثير على سير المفاوضات من خلال:
1ــ اجتماعات يعقدها بشكل منفرد مع عرفات وباراك بشكل يومي، وأحيانا تتعدد هذه اللقاءات في اليوم الواحد·
2ــ الذهاب إلى قاعة هولي (قاعة اجتماعات اللجان، حيث أقام السادات عام 1978) لحضور جانب من اجتماعات اللجان الثلاث التي انقسم إليها المتفاوضون وهي: اللاجئون، الحدود والأرض، والقدس·
3ــ لجأ كلينتون في مرحلة لاحقة إلى استدعاء مندوبين من كل لجنة إلى إسبن (وهي الشاليه التي كان يقيم بها كلينتون) لمناقشتهم في ملفاتهم، وهي صيغة كررها بشكل مكثف في اليومين الأخيرين للقمة، حيث شارك مرة في نقاش استمر من الحادية عشرة ليلا حتى الخامسة صباحا حول قضايا الأمن بحضور شخصين من كل طرف·
وفي هذه الإجتماعات كان كلينتون يستمع لوجهات نظر الطرفين، ويناقش في التفاصيل، ويحاول في بعض الأحيان توجيه النقاش نحو مسار معين، كما حدث خلال حضوره اجتماعا للجنة الأرض والحدود، حيث حاول دفع الطرف الفلسطيني لمناقشة خريطة قدمها الطرف الإسرائيلي حول رؤيته للمناطق التي يريد ضمها بسبب اهتماماته الأمنية، فرفض أبو علاء ذلك بحسم قاطع، فخرج كلينتون من قاعة الإجتماع غاضبا(14)·
أما من حيث المضمون، فقد مثل أسلوب عمل كلينتون انحيازا نحو الجانب الإسرائيلي، انطلاقا من ثوابت وتقاليد العمل السياسي الأميركي، والتي يمكن تحديدها في ثلاث نقاط:
1ــ الإنطلاق من حاجات ومتطلبات وهموم الحكومة الإسرائيلية القائمة (يجب التوصل لاتفاق وإلا سقطت حكومة باراك)، وفي الأيام الأخيرة للقمة اصبحت الحجة (يجب التوصل لاتفاق وإلا لجأ باراك إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية)· (أي حكومة بمشاركة الليكود واليمين المتطرف الذي يرفض التسوية)·


