أنت هنا

قراءة كتاب أسس العروبة القديمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسس العروبة القديمة

أسس العروبة القديمة

ينكر كثيرون وجود عروبة قديمة، وقد وضع هذا الكتاب للرد على هؤلاء، ولتعريف شباب الأمة ببعض روافد وأسس العروبة منذ أقدم العصور التي جاء الإسلام ليصقلها ويكملها ويصنع لها دولة. 

تقييمك:
4
Average: 4 (3 votes)
الصفحة رقم: 4

وتأتي التتمة الصهيونية المباشرة للرواية المؤسسة لـ"الشرق أوسطية" من خلال نفي عروبة القدس قبل الإسلام، وهو ما يؤسس لزعم هوية يهودية مزيفة لها قبل الرومان. وهو أمرٌ من أخطر ما يكون في ظل مشاريع تهويد القدس الحالية.

وباني القدس هو "ملكي صادق" ملك قبيلة اليبوسيين الكنعانية. فمن لا يصر على دور اليبوسيين العرب في تأسيس القدس وعلى عروبة الكنعانيين الناجزة عروبةً لا ريب فيها، وبالتالي عروبة أرض كنعان، فإنه يقدمها مع الأقصى لقمةً سائغة لليهود بذريعة ملكيتهم التاريخية لها. فإذا مر العبرانيون يوماً بأرض كنعان كما يزعمون، فإنهم يكونون قد مروا بها كأي احتلال، وقبلهم ومعهم وبعدهم بقي الكنعانيون ليحافظوا على عروبة الأرض، وتلكم هي الهوية العربية المتصلة التي لا يبدلها أي احتلال.

ملاحظة أخيرة: عندما نتحدث عن هوية عربية متصلة للمنطقة، فإن ذلك لا يعني أن كل عناصر تلك الهوية لم تتبدل أو تتطور عبر المراحل التاريخية المختلفة. فالعروبة كائن حي لا صنم من الحجر، وقد نتجت العروبة عن تفاعل جماعة مشتركة من الناس على بقعة جغرافية مشتركة على مدى آلاف السنين، فمن البديهي إذن أن تمر بمراحل وأطوار، ومن البديهي أن ترتقي حقيقة الوجود القومي التي تشكلت قبل الإسلام إلى مستوى أعلى أكثر تماسكاً ووضوحاً بعد الإسلام، ومن البديهي أن تكون عروبتنا المعاصرة مضطرة لاستيعاب كل التحديات والمخاطر والظروف التي يأتي بها عصر العولمة. فالعروبة القديمة لا تساوي العروبة التي تبلورت في ظل الإسلام، وتلك لا تساوي العروبة المعاصرة، كما أن الحفيد لا يساوي الأب الذي لا يساوي الجد بدوره. لكن مشكلتنا هنا هي مع من ينكر علاقة الأبوة المتسلسلة بينهم.

الصفحات