كتاب (الأعمال الشعرية سليم بركات)، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للشاعر سليم بركات؛ بعنوان الأعمال الشعرية، وقد احتوى الكتاب على كل أعمال سليم بركات الشعرية، المطبوعة، وهي حسب التسلسل الزمني.
أنت هنا
قراءة كتاب الأعمال الشعرية سليم بركات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
وأزاحمُ في خلوات الغيم نهاري عَلماً نحو سنابل دينوكا:
ماذا يفعلُ مثلي إلاّ أن يستفردَ مثلكِ للقتل، وأن يتقصَّى أعضاءَكِ بعد القتل ويخرجَ مجنوناً يطلبُ موتَ الإنسانِ وموتَ البحر وما سوف يدبّجهُ المستقبلُ من فلزاتٍ وأكاسيدَ لخلقِ أجنتَّهِ؟
ماذا أفعل وأنا خلف الشجراتِ
أتنسَّمُكِ اللحظةَ؛ أتنسَّمُ رائحةَ القش، ومن صوبِ بغال الحطابين غماماً ومواسيرَ يصادرها الدَّركُ الأجلافُ· وأجزمُ أنك راكضةً بالصندلِ والبارودِ إليَّ، تخافين على أحلامي من أحلامي وتدورين على قنطرةٍ بين ضفافي وضفاف الجسد الملقى تحت فوانيس الجميّز· تخوضين من النهر حوافيهِ، يداكِ على مُشْتَمَلِ الثوبِ، وخَشيْةَ أن يبتلَّ ترفَّان أمام هياج الماء وترتفعان، ويجفَلُ من تاريخ الفخذين حَبَابٌ يكتبُ للاجرام رسائلهُ القمريةَ· أجزمُ أنكِ تختطفين من الحيوات المشقوقة في أعراس الطمي مفاتيحَ النهر وتقتحمينَ رمادَ أسافلهِ وأعاليه إلى قاعة أشتاتي
عاريةَ إلا من بعض نشار الطَّلع على الجبهة والأوراك؛ أحاذيكِ وأرسمُ شهوتنا في دائرةِ الحطابين، الدركِ، الصوت، اليابسةِ، الخشخاس؛ أحاذيك وأنقلُ شهوتنا في حوصلةِ الزّرزور إلى ميعاد الشجرات
مَنْ أوقظُ في خلواتِ الجغرافيا بَعْدُ ليشهد لي وعليَّ ومجزرتي
تَسْتَسْقي من أحواضٍ في مفتَرَقِ العالم واللّهِ؟ توسلتُ إلى الوديان لتسبق أصداء جناحيَّ إلى أكواخٍ جاثيةٍ، وإلى تلميذاتٍ يهتفن لأجلي من أسوار مدارسهنَّ؛ توسلتُ إلى حَدَثٍ يختضُّ له الساخنُ والبادُ واليابسُ والرطب ليلبسني في حفلة تتويج الديمقراطيينَ خلائفَ في ممتلكات القلبْ·
أهتفُ: فليهدأ هذا القلبْ
ألمحُ كلَّ شريدٍ يربطُ ناعورتهُ ويضمِّخني كزعيمٍ من زعماء العذريينَ،
وأسمعُ كيف يثرثرُ عني العصفورُ الوطني لجارته الوطنية، والنخلةُ تتهيأ لملاقاتي وأنا خلف حصاةِ التأريخِ وإدلاج الشجرات
أبعثُ هاويةً في هاويتي
وأسدُّ ثقوب كواكب أتباعي بالفلّين وبالفرحِ المندوفِ وأمضي لجماهيرِ تتوافد من أقليم السِّحرِ إليَّ معارِضةٍ وتحاكمني·
(كنتُ أقاتل واللورداتُ يقيسون على شرفات فنادقهم بالناظور ماسحة أشجاني
ونواميسَ الرَّهبةِ، حيث يحومُ على سُرَّةِ دينوكا مَلكان من الثلج)·
وأمضي لجماهيرِ تملأ محكمتي
بمصابيحِ عناصرها؛ وكشفتُ لها سبب النار وعدتُ إلى هيبةِ رعدي أتوضأ كي أقتلَ في الصيفِ أوانَ يشاكهني الموجُ ويخطبُ ودّي السْعفُ
وأوانَ تباغتني الحورياتُ على رافد دجلهْ
بدفاترهنّ فأملي من كلمات الدهر فصائلَ كالألعاب الناريّةِ والذاكرة المحتلة· أمضي،
قلت غداً أمضي لغدٍ يتراجعُ أو ينعطفُ
في زاويةٍ قبل حدود الإنسانِ:
سمعتُ الإنسانَ يرتَقُ حاضره ويموت فهورولتُ إلى السنبلةِ
لتبلِّغَ دينوكا أني قادمْ
ومعي بعضُ الأعذار على ورقٍ خشية أن أتلعثم حين ألاقيها·
ومعي هاويتي·