أنت هنا

قراءة كتاب نساء على المفارق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نساء على المفارق

نساء على المفارق

في كتاب "نساء على المفارق" للكاتبة والإعلامية الفلسطينية ليلى الأطرش، تحدثت ليلى الاطرش عن ثمانية نساء قابلتهن في اثناء تجاولاتها ورحلاتها الصحفية ، تعددت الحكايات عن نساد اما مكافحات او منهن من كان مصهوراً من قبل مجتمع وتقاليد وضحايا لاعتداءات من انواع متع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
ولا تدري مريم أن الحوادث القليلة عن ترقيع البكارة خلقت شكا وخوفا غير مبرر عند بعض الشباب العربي·· وكثيرة هي القصص المضحكة المبكية عن خوف الشباب العرب من عمليات ترقيع البكارة·· أصر أحدهم على استخراج شهادة طبيب مختص يؤكد فيه أن الختم الطبيعي رباني لا جراحي، ومثله طبيب متعلم أحضر مصباحا وحاول معرفة إن كانت بكارة عروسه أصلية أم مزيفة، فمنعته، وطلبت الطلاق فلن تبدأ حياتها بالشك والتوجس، وأصر آخر على التأكد بالعين المجردة والعروس ما زالت في ثوبها الأبيض، وحين اطمئن على أن ختم البضاعة أصلي توكل على الله وأثبت رجولته في اقتحامها، وتغاضت العروس عن شكه، فهو في رأيها معذور، بعد كل ما سمعه وشاهده على فضائيات الإثارة العربية عن عمليات ترقيع البكارة، ثم اختلاف الفتاوى الأزهرية حولها بين رافض للخديعة ومؤيد للستر·
 
نجلس في المقهى فتحدثني مريم عن والد ممزق بين العلم والتقاليد، يثق بابنته، ولكنه أسير مجتمع يحاول إعادة النساء إلى الخدر، والد يسحبه إدمانه على الفضائيات الدينية إلى التعصب والانغلاق، تثير برامجها هواجسه عن حرية المرأة وانطلاق الغرب، فيهاتف ابنة يحبها يستنهض فيها امرأة مسلمة مؤمنة لتنسلخ عما حولها في مجتمع غريب،لا يهمه منه سوى العلم وتحصيله ولكم دينكم ولي دين يحاول أن يحميها من خوف لا يدريه في مجتمع لا يوافقه على حريته، وإن أعجب بتقدمه العلمي والتقني، ويريد لمريم أن تختطف شهادتها الجامعية وتعود إلى الكاميرون نقية كما خرجت منها·· ولا يطامن شكوكه أو يريح وسواسه أن تظل تؤكد له، أنه لا أحد في الغرب يجبر فتاة على ما لا تريد، وإن ظل الخطر الوحيد على النساء في كل بقعة من الأرض واحدا، مغتصب أو متحرش· ويمكن تفاديه بتأمين السكن والتنقل·
 
تتفهم صديقات مريم الأمريكيات وضعها، أيمي مرافقة لي وتقود سيارة الجامعة، فارعة الطول صاخبة الجمال، وأخرى من المورمون لم تنطق بكلمة·· ربما احتمت بصمتها خوفا من أسئلة وحديث لا توده· والمورمون فئة دينية في الولايات المتحدة أنشأها (جوزيف سميث) ادعى أن المسيح ظهر له، ودله على مكان دُفن فيه لوحان ذهبيان نقشت عليهما تعاليم ديانة مسيحية جديدة، فلم يبحث عنهما،· ثم جاءه في منام آخر يوحنا المعمدان (النبي يحيى)، وطالبه بالعثور على اللوحين وأكد له مكانهما، وحثه على استلامهما من ملاك اسمه مورمون يحرسهما ليلا نهارا ليصلا إليه، ونُقِشت عليهما تعاليم الديانة الجديدة· ويعتقد المورمون نسبة إلى الملاك الحارس أن سميث عثر على اللوحين وترجمهما، فتجاوز أتباعه في العالم ستة ملايين شخص، تركزوا في أمريكا وقليل منهم في أوروبا·· ويخالف المورمون الطوائف المسيحية الكبرى حول مفهوم الثالوث،الأب والابن والروح القدس، ولهذا لا يعترف بهم الكاثوليك والأرثوذكس والإنجيليون، بل وينكرونهم، ويعتبرونهم أقرب إلى اليهودية وتعاليم التوراة·· ربما لهذا خشيت الشابة من أسئلة قد تحرجها، أو حديث إشكالي لا ترغب فيه عن طقوس طائفتها ومعتقدهم·
 
نتناول الأيس كريم في مقهى صغير بينما ينهمر المطر الصيفي غزيرا·· مدن تروي السماء زرعها صيفا وشتاء·
 
أشرح للشابات أهمية العذرية في ثقافة المجتمعات العربية والإسلامية، فالتفريط بها قد يقود إلى جريمة شرف·· كما ظلت تعني الكثير أيضا في مجتمعات الغرب قبل الثورة الصناعية، وحرب عالمية ثانية حررت نساء أوروبا اقتصاديا واجتماعيا، وظهرت الحركات النسوية مطالبة بالمساواة في كل شيء بعد أن خرجت النساء اضطرارا إلى العمل لبناء ما دمرته الحرب، وتعويض غياب الرجال في معاركهم، وأسهم فصل الدين عن السياسة في تحقيق حرية كاملة للمرأة·· قلت إن الغرب لا الشرق هو مخترع حزام العفة· وإن التدخل الأمريكي وانحياز الغرب ضد القضايا العربية، ومطالبته بحرية المرأة المسلمة أدى إلى ربط وضعها بالهوية العربية الإسلامية ومزيد من التشدد والردة في قضاياها وحقوقها·
 
سالت أيمي إذا كان الوالدان الغربيان يتحدثان مع ابنتهما عن حياتها الجنسية قبل الزواج؟
 
ووالد أيمي يملك مزارع هائلة، وهو أحد أكبر منتجي الذرة في أمريكا·
 
فتاة جميلة آسرة بثقتها، مُبادرة تعرف ما تريد، وشخصية قيادية لها تأثير واضح على صديقاتها·
 
قالت حين يعلم الأهل أن لابنتهم بوي فرند صديقا، يصبح التخوف مسكوتا عنه حتى مع الأمهات، وهم يقدرون أن هذا الأمر قد حدث، أو ربما في طريقه إلى الحدوث، ولكن لا أحد يشير إليه، فحرية الفتاة الشخصية بعد الثامنة عشرة يكفلها القانون ومنها علاقاتها العاطفية، وقد تشتكي أهلها للسلطات وتطلب حمايتها إن حاولوا إرغامها على شيء لم يعد من حقهم·
 
وما يخيف مريم هو يقينها أن المقاومة تضعف بالتفرد وبالتمايز عن المجموع والسائد في الفكر الاجتماعي، خاصة حين يضحي الاختلاف في نظر الآخر تخلفا ونقيصة·
 
ويؤكد لها والدها كل يوم أن المرأة أساس الخطيئة، هكذا يقول دعاة الفضائيات وخطباء المساجد، فهي تجذب الرجل وتغريه بتصرفاتها ولباسها·· وعليها كفتاة صالحة أن لا تتحمل وزر رجل بإيقاعه في الخطيئة بتبرجها، تحتشم في ملابسها حتى في بلاد الأمريكان لتمنع ضعف رجل تغلبه شهوته فيقع في الحرام بسببها·
 
ومريم تحب الملابس الجميلة، وتخاف من إغواء نفسها وعذاب القبر، وتحتار·
 
ولم تكن تعرف مريم أن الدين حض الرجال على غض البصر·
 
تكتب غُضِّ البصر كما تُلْفَظ، بالإنجليزية لتجادل والدها فيها·

الصفحات