أنت هنا

قراءة كتاب نساء في الأدب - حوارات مع 20 كاتبة عالمية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نساء في الأدب - حوارات مع 20 كاتبة عالمية

نساء في الأدب - حوارات مع 20 كاتبة عالمية

يأتي كتاب (نساء في الأدب) اعترافاً بالقيمة الإنسانية المتنامية لدور المرأة وإسهاماتها المتزايدة في الحياة الاجتماعية والثقافية وكذلك السياسية، سواء على مستوى العالم عموماً أو الوطن العربي خاصةً؛ إذ بتنا نسمع عن كاتبات عربيات وغربيات ينشطن في مجال الدفاع عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
هيرتا: الواقع، لم تكنْ مقالةً، سُئلتُ عن ذلك من بين أشياءٍ أخرى··· سُئلتُ ما هو رأيي في هذه الحرب ]في كوسوفو [· تكلمتُ عن ذلك من قبل، عن الحروب السابقة في البوسنة أو كرواتيا، وحتى إنني يومذاك كنتُ أساند التدخل العسكري الغربي، معتقدةً حينذاك أن ميلوسيفيتش لن يتراجع، أنه يجب إجباره على التراجع بواسطة قوة خارجية· وهذا ما أؤمن به راهناً أيضاً (فيما يتعلق بـكوسوفو)· كنتُ مُغضبةً بسبب الحقيقة التي مفادها أن هذا الشخص يملك الفرصة لإشعال نار حرب ٍثالثة - أو ربما رابعة، إذا ما أحصينا سلوفينيا- أن هذا الشخص الذي يترك المقابر وراءه أينما يذهب، والذي جعل بلاده تمضي في مختلف الاتجاهات بعد سنة 1989 (إذا ما قورنتْ) ببقية بلدان أوروبا الشرقية· في اعتقادي أنه وصل نقطة اللاعودة· لقد خسر ثلاث حروب، والآن يريد أن يكسب الرابعة في كوسوفو· أغلب الظن لديه مونتينيغرو (الجبل الأسود) في قائمته بعد كوسوفو، لابد أن مونتينيغرو هو عمله اللاحق مالم يوقفه شخص ما· أعتقد أن هذا الشخص ستاليني·
 
الإذاعة: من خلال سؤالي كنتُ أحاول أن أعود بكِ إلى منطقة (بانات)، حيث وُلدت ِ· اعتادت هذه المنطقة أن تكون مكاناً متنوعا جداً بحسب مصطلح العِرقية· اعتادت أن يكون لديها مجتمعات ألمانية، و مجتمعات صربية، ومجتمعات رومانية، وهنغارية· اعتادت أن تكون فسيفساء خالية من الصراع العِرقي، إذا لم تخني ذاكرتي·
 
هيرتا: أعتقد أنه كان ثمة صراع في (بانات)، إنما في مستوى طبيعي، إذا جاز التعبير· إنما يوجد هنالك صراع بين كل أنواع الناس في كل مجتمعٍ من المجتمعات· نحن كلنا نحتاج إلى الصراع، في الأعماق· مع جيراننا، مع زملائنا، مع أزواجنا، والذي أعتقد أنه شيء طبيعي· أعتقد أن الأقليات القومية التي ذكرتها لم تعشْ مع الرومانيين· لقد عاشوا في الفضاء نفسه معهم· هذا يعيدني إلى نظرية تعدد الثقافات، التي كانتْ شائعةً جداً في ألمانيا قبل عقد ٍ مضى، ربما هي ما تزال كذلك··· إنها تطلب منا أن نجتمع كلنا معاً، أن نصبح شيئاً واحداً، لكن هذا لن يُكتب له النجاح·
 
الإذاعة: وكنت ِ آتيةً إلى ألمانيا من رومانيا شاوشيسكو، هل كانت كلمة السر هي: تجانس التكوين بسبب النشوء من أصلٍ واحد·
 
هيرتا: بالضبط· لقد عرفتُ ماذا يمكن أن يعني ذلك؛ لذا كانت فكرتي هي أن الشيء الناجح هو أن يعيش كل مجتمعٍ من المجتمعات بسلام إلى جانب المجتمعات الأخرى· ليس هنالك طريقة تستطيع من خلالها أن تصهر الثقافات القديمة كلها في ثقافةٍ جديدةٍ· في تيميسوارا (المدينة الرئيسة في بانات) يستطيع المرء أن يسمع في الشارع كل ضروب اللغات: الرومانية، الألمانية، الهنغارية، الصـربية، الغجرية - هكذا كانت الحال دوماً وهكذا يجب أن تكون· ما من أحدٍ يجب أن يخفي ثقافته· حين كنتُ أتكلم الرومانية في القطار، في سبيل المثال، يعرف الجميع أنني ألمانية أو هنغارية، لأن لديّ لكنة· لم يكنْ من عادتي أن أرتكب أخطاءاً نحوية يومذاك، الآن هي أكثر عدداً، لأنني أفتقر إلى الممارسة·
 
الإذاعة: حين كنتِ طفلة، كيف كان المجتمع الألماني في بانات، بعد الترحيل الجماعي للأجانب، والتخلص الجماعي من الأشخاص غير المرغوب بهم (التطهير) وما إلى ذلك؟
 
هيرتا: جئتُ إلى العالم سنة 1953· ما أتذكره من أسرتي هو أن جدي كان يُعد إقطاعياً هذا ما كان ينبغي لي أن أدونه في أوراقي حين قدمتُ طلباً للقبول في الجامعة· كان كذلك يتاجر بالحبوب؛ لذا كان ثرياً إلى حدٍ ما· كان لديه ما لا يقل عن عشرة إخوة وأخوات وكان يتذكر أن والديه يفكران بقلق بشأن المزيد من الأطفال· ماذا سنفعل إذا كان لدينا أطفال أكثر؟ كيف سنطعمهم؟ لذا فإن جدي لم يولدْ غنياً· ببساطة عمل من دون كلل· وُلد فلاحاً وبقي فلاحاً· لم يغيرْ أجدادي نمط حياتهم، لم يأخذوا عطلاً ولم يسافروا· إذا كان ثمة مال فائض، كانوا يستخدمونه لشراء المزيد من الأراضي·

الصفحات