أنت هنا

قراءة كتاب العرب وأوروبا - رؤية سياسية معاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العرب وأوروبا - رؤية سياسية معاصرة

العرب وأوروبا - رؤية سياسية معاصرة

يضم هذا الكتاب، العديد من المفاهيم المستخدمة للتعبير عن قضايا سياسية محدده، ومع ذلك، لا نجد ضرر اذا قمنا بتحديد أهم المفاهيم التي يتطرق إليها هذا الكتاب· ويبدو ان أهم هذه المفاهيم هي تلك المتعلقة بتحديد مفهومي العرب وأوروبا·

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10
ولكي تكتمل الصورة، وتتضح أبعادها، ولكي نكون قريبين من الدقة والموضوعية، يجب الإشارة والتأكيد هنا على أن الموقف الفرنسي، أو بتعبير أصح موقف الرأي العام الفرنسي حول القضايا العربية لم يأتِ من فراغ، وإنما كان هناك - ولا يزال - عدد من العوامل الموضوعية التي ساعدت على خلق وتكوين وتشكيل هذا الموقف وهي:
 
1- العلاقة التاريخية الطويلة بين اليهود والفرنسيين، بداية من الثورة الفرنسية عام 1789، مروراً بعقدة الذنب الناتجة عن قضية الفرد دريفيسAlfred Dreyfus" ( ضابط يهودي فرنسي اتهم بالتعاون والتجسس للألمان، وقد سجن عام 1894، إلا أن القضية أعيدت للمناقشة، تحت ضغط الرأي العام، وتمت تبرئته في 1906)، وصولاً إلى مظاهر اللاسامية ومجازر الغاز النازية في ظل حكم أدولف هتلر (1933-1945)·
 
2- المصير المشترك الذي ربط الفرنسيين والإسرائيليين في خندق واحد عام 1956 في العدوان الثلاثي على مصر·
 
3- سيطرة بنية ثقافية صهيونية، ويسارية (وليست يمينية كما يؤكد ذلك بوقنطار حسان في كتابة السياسة الخارجية الفرنسية إزاء الوطن العربي منذ عام 1967)(47) على دور النشر، ووسائل الإعلام، وهي في مجملها متضامنة مع إسرائيل، ولا تتردد في الدعاية لها، والدفاع عنها· ولا شك، أن القضية الفلسطينية كانت - وما تزال - مرتبطة بالفكر والروح الأوروبية بالمشكلة أو المسألة اليهودية La question Juive "، وقد عبر عن هذه الحقيقة، المفكر والفيلسوف الوجودي جان بول ساتر بالقول:
 
لقد وجدنا أنفسنا ممزقين، بين علاقات صداقة ووفاء متناقضة، لذلك نشهد اليوم، مجابهة بين العالم العري وإسرائيل، وكأنها مجابهة تمزقنا نحن، ولذا نعيش هذا التعارض بينهما، وكأنه مأساتنا الخاصة (48)·
 
4- وهذا ما يهمنا في دراستنا بشكل مباشر ، فعلى نقيض القوالب الإيجابية السابقة الجاهزة التي صنعها الرأي العام لإسرائيل، فإن صورة العرب في فرنسا مشوهة، ومغلفة بالحقد والكراهية والتعالي، فالذاكرة الفرنسية في استرجاعها للعرب لا تنسلخ عن القيم الاستعمارية الغابرة: التقدم / الانحطاط - التحضر / التخلف - الرقي / الهمجية· والفرنسي العادي لا ينظر إلى الإنسان العربي خارج نموذجين:
 
النموذج الأول: مهاجر ينتمي إلى عالم متخلف، رحل إلى فرنسا، حاملاً معه تراثه وقيمه البالية، وغير قادر على الاندماج في المجتمع الفرنسي المتحضر، وأصبح في خضم الأزمة الاقتصادية، بمثابة المتهم الذي سرق عمل الفرنسيين، وعمق من المشاكل الاجتماعية التي تعيشها البلاد من بطالة وجريمة·
 
أما النموذج الثاني: فيتمثل في الشيخ القادم من الصحراء، والذي يملك آباراً نفطية ومثقلاً بالدولارات، ينفق بدون حساب من أجل إشباع رغباته، ولا يتردد في رفع أسعار النفط لخنق الاقتصاد الغربي(49)·

الصفحات