أنت هنا

قراءة كتاب موت عزرائيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
موت عزرائيل

موت عزرائيل

المجموعة القصصية "موت عزرائيل" للكاتب الأردني مفلح العدوان، الصادرى عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائها:
جنوباً حيث سرّة حفرة الإنهدام!

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
فتنة السماء
 
أتوا ·
 
أربعون حارساً من حرّاس السماء حضروا حين كان إيل رافعاً كأسه ، قارئاً دفاتر الغيب ·
 
دخلوا بخفّة دون استئذان ·
 
اقتربوا منه
 
همسوا له طويلاً في آن واحد !
 
تغيّرت ملامح وجهه فخاف جبرا ··· تساءل :( كيف يقرأ دفاتر الغيب ثمّ ينتظر وشاية أو همسة من حرّاسه ليعلم ماذا حدث ، فتتغير جغرافيا سحنته إثر حديثهم له ؟!)
 
بقيت الهواجس تأكل روحه : ( ما الذي يدور في ذهن إيل ؟! وبماذا وشى الواشون ؟!)
 
تأملهم إيل
 
انفضّ الحراس من حوله ، فهز رأسه صامتاً ··· اقترب منهم وأخذ يملأ كؤوسهم واحداً واحدا ً
 
دورة ثالثة ···· ضحك قائلاً: ( انظروا في الكؤوس ! )
 
خائفاً تأمل جبرا كأسه ·
 
إتضحت معالم السماء والأرض!
 
ركّز أكثر : القرية مثل نثار الياسمين تتضوّع رقصاً ، والفرح شعاع نور يتوهّج هالة ورد فوق الناس فيها !
 
النساء فتنة وبهجة ، وزينة الدبكات ، وخمرة الجلسات ، بينما رائحة النبض خرافية كدفء القلب ، والحب فيها بكر ما شوّهته لوثة التفكير ، ولا غطّته عقدة التكفير !
 
التجاعيد لم تكن أتلاماً على وجوه الرجال ··· وسواليفهم كن خليط الحب والرقص ، وما كانت أذهانهم كهوف ظنون ، فرحهم خبزهم ، وطيبة القلب كفاف عمرهم ···· وكانوا دائماً يضحكون !
 
لا وقت للحزن ولا متّسع للنوم وسط كرنفال الموسيقى ومهرجان الحياة ··· كانت القرية الباسم أهلها!
 
سمع جبرا غضب إيل : ( تأمّلوا الكأس !)
 
حدّق بخوف ·
 
تغيّرت الألوان ، وانقلبت تضاريس القدح
 
رأى فضاء يعرفه ، وشاهد رقصاً وضحكاً لم يألفه !
 
هذى لروحه : ( لقد فُضح نبأ الهجرة !)
 
تابع أخبار السماء بخشية وقلق ·

الصفحات