ازداد الاهتمام في الآونة الأخيرة بالجوانب النفسية للسلوك الإجرامي، وبالعلاقة القائمة بين التكوين العضوي والتكوين النفسي للإنسان، وبدراسة شخصية المجرم ونموها في إطار تأثرها بالمحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه.
أنت هنا
قراءة كتاب أسس علم النفس الجنائي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

أسس علم النفس الجنائي
الصفحة رقم: 3
تعريف علم النفس الجنائي:
تعددت تعاريف علم النفس الجنائي من قبل العلماء والباحثين، حيث اعتبره البعض "فرعاً من فروع علم النفس الاجتماعي الذي يستند بدوره إلى علم النفس العام" (ليلة، 1901: 92). كما يعرفه البعض الآخر بأنه "فرع تطبيقي من علم نفس الشواذ، يدرس العوامل والدوافع المختلفة التي تتضافر في إحداث الجريمة، ويقترح أنجح الوسائل لعقاب المجرم أو علاجه أو إصلاحه" (راجح، 1942).
وهذا التعريف يهتم بالأسباب والدوافع المختلفة التي تدفع الفرد لارتكاب الفعل الإجرامي، ويقترح الوسائل الكفيلة لعقابه، أو علاجه، أو إصلاحه. ويحدد "لاجاش" علم النفس الجنائي بأنه "العلم الذي يتناول السلوك الإجرامي تناولاً سيكولوجياً. في حين يعرف جلال (1984: 3) علم النفس الجنائي بأنه "تطبيق مبادئ علم النفس العام في ميدان الجريمة". ولكن في كثير من الحالات فإن مجرد تطبيق مبادئ علم النفس العام في ميدان الجريمة، لا يأتي بالنتائج المرجوة، خاصة إذا كانت الآراء مصدرها علماء ليس لهم خبرة كافية بميدان الجريمة، والتعامل مع الفئات المنحرفة المختلفة. فعلم النفس الجنائي يتحمل اليوم مسؤولية إثبات مدى فائدة تطبيق علم النفس العام في ميدان الجريمة بشكل تجريبي، ويسعى إلى إيجاد حل علمي لمشكلة من المشاكل، وتكوين ممارسات مهنية تحقق أقصى ما يمكن من الفائدة التطبيقية.
ومن التعاريف المبسطة لعلم النفس الجنائي والتي تحدد مجاله، تعريف "هانزتوخ" (1961) إذ يعرفه بأنه "العلم الذي يشارك غيره من العلوم في تأهيل وإصلاح الجاني، يقوم بدراسة أسباب السلوك الإجرامي، ويحاول عزل وفصل وفهم تفاعل العوامل الخاصة التي تؤدي ببعض الناس إلى اقتراف بعض الجرائم، محاولاً التوصل إلى قوانين أو مبادئ عامة عن أنماط أسباب السلوك المضاد للمجتمع، والهدف من ذلك علاج الجاني وتقليل الجريمة" (جلال، 1984).
وهذا التعريف يفرق بين علم النفس الجنائي وعلم النفس القانوني الذي يهدف إلى التحكم في العوامل النفسية التي تؤثر في موضوعية العمليات القانونية لتحقيق العدالة بطريقة إنسانية قدر المستطاع.
أما عيسوي (1981: 14) فيعرف علم النفس الجنائي "بأنه ذلك العلم الذي يدرس أسباب الجريمة ودوافعها سواء أكانت هذه الدوافع نفسية أم اجتماعية، كما يدرس وسائل مكافحة الانحراف، ويساهم في وضع السياسة العقابية التي تستهدف إصلاح الفرد بدلاً من إنزال العقاب به".
ولهذا فإن علم النفس الجنائي يدرس المجرمين والجرائم المختلفة، ويدرس تكوين وبناء الجريمة، والأغراض التي تؤدي إليها. كما يدرس الجماعات الإجرامية Criminal, Croups ومدى تأثير كل من الوراثة والبيئة في تكوين سلوكيات المجرمين.
أما ربيع وآخرون (1995: 18) فيعرفون علم النفس الجنائي "بأنه فرع من فروع علم النفس التطبيقي يهتم بدراسة السلوك الإنساني في إطار تعامل هذا السلوك مع القانون". وهذا التعريف يركز على العلاقة بين علم النفس والقانون، ويعتبر علم النفس الجنائي المنطقة التي يتقابل فيها علم النفس مع القانون.
ومن خلال ما تقدم عرضه من تعريفات يخلص المؤلف إلى تعريف علم النفس الجنائي على أنه "فرع من فروع علم النفس التطبيقي، يهتم بدراسة العمليات النفسية للسلوك الإجرامي والعمل على فهمها، ومعرفة الدوافع المختلفة في إحداث الجريمة، بهدف الوصول إلى القوانين والمبادئ العامة عن أنماط السلوك المضادة للمجتمع، من أجل إصلاح الجاني أو علاجه".
ولذلك فإن دراسة العمليات النفسية الكامنة وراء السلوك الإجرامي للمجرم، وكذلك معرفة دوافعه المختلفة، تعد من ضمن الاهتمامات الرئيسية لعلم النفس الجنائي، والغاية من ذلك التعرف إلى أنماط سلوك المجرم المضادة للمجتمع وذلك تمهيداً لإصلاحه أو علاجه في مؤسسات الرعاية الاجتماعية، أو في المستشفيات النفسية، أو في السجون.