أنت هنا

قراءة كتاب لكي نفهم العراق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لكي نفهم العراق

لكي نفهم العراق

هذا الكتاب "لكي نفهم العراق" للكاتب الغربي وليام بولك، والذي ترجمه للعربية الكاتب د. عبد الحي زلوم، يحتوي على معلومات هامة من عالم تاريخ مارس السياسة وعرف بواطن أمورها على أعلى مستوياتها.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
المقدمــة
 
احتلال العراق
 
إحدى حروب البترول الأمريكية
 
كتبها : د· م· عبد الحي يحيى زلوم
 
مستشار لشؤون البترول
 
ومؤلف (نذر العولمة)، (إمبراطورية الشر الجديدة)،
 
و(حروب البترول الصليبية)
 
نود أن ننوه بأن هذه المقدمة تُعبر فقط عن رأي كاتبها، د· م· عبد الحي يحيى زلوم، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الدكتور وليام آر بولك· كما أن ما جاء في الكتاب يعبر عن رأي د· وليام بولك فقط ولا يعبر بالضرورة عن رأي د· م· عبد الحي يحيى زلوم·
 
يبدو أن الإدارة الأمريكية برئاسة جورج دبليو بوش تعني دائماً ما تقول؛ فالرئيس بوش يقول إنه يسعى إلى نشر الحرية في جميع أنحاء المعمورة، فهو حتماً لا يعني نشر الحرية للشعوب والأفراد، وإنما الحرية للشركات عابرة القارات في الوصول إلى أي سوق أو مصدر طبيعي تبتغيه دونما عوائق· فالذي جعل من معاقل سجون الاتحاد السوفيتي السابقة سيئة الذكر، ومن القواعد العسكرية الأمريكية كما في غوانتنامو مراكز اعتقال لوكالة المخابرات المركزية CIA دونما أي اتهام أو محاكمة، لا يمكن أن يكون في باله نشر الحريات الشخصية أو الفكرية· وهو عندما يقول بأن الأمور في العراق تتقدم بشكل جيد، على الرغم من مقتل أكثر من 2500 جندي أمريكي وجرح حوالي 20.000 آخرين حتى تاريخ كتابه هذه السطور، وتدمير البنية التحتية والاقتصاد والأمن السياسي في العراق، فهو على ما يبدو صادق أيضاً· فالتقدم المهم بالنسبة له هو زيادة أرباح التجمع الصناعي العسكري الأمريكي، الذي رشحه للرئاسة، والذي يقدم البرامج للحكومات، وينتدب أعضاءً من تجمعه للقيام بتنفيذها داخل الإدارات الأمريكية وخارجها·
 
زادت إيرادات شركة هاليبرتون (Halliburton) بعد سنة من الغزو الأمريكي للعراق (أي ما بين الربع الأول لسنة 2003، والربع الأول لسنة 2004) بـ 80% حسب ما ورد في جريدة الفاينانشال تايمز· أما شركة بكتل (Bechtel) والتي عهد إليها الكثير من مشاريع إعادة إعمار العراق؛ فزادت إيراداتها في الفترة نفسها بـ 158%· أما شركة شيفرون تكسكسو للبترول (Chevron Texaco) والتي عهد إليها بيع إنتاج العراق من البترول، فزادت أرباحها بـ 90% خلال النصف الأول لسنة 2004 مقارنة مع الفترة نفسها لسنة 2003· أما أكبر شركات السلاح في الولايات المتحدة (Lockheed Martin) فلقد تضاعفت أسعار أسهمها ثلاث مرات ما بين سنة 2000 وسنة 2004· ولكن ما شأن هذه الشركات واحتلال العراق؟
 
شكل روبرت جاكسون Robert Jackson، وهو ما زال على رأس عمله في شركة تصنيع الأسلحة لوكهيدمارتن في سنة 2002، ما يُسمى بـ (لجنة تحرير العراق) Committee For The Liberation Of Iraq، والتي كانت تدعو إلى تغيير النظام في العراق· وكان جاكسون هو الذي كتب برنامج عمل الحزب الجمهوري في سنة 2000· أما رئيس هذه اللجنة لتحرير العراق فكان السيد جورج شولتز (George Shultz) الرئيس التنفيذي لشركة بكتل ووزير الخارجية الأسبق للولايات المتحدة· أما شركة هاليبرتون فلقد قدمت رئيس مجلس إدارتها السيد ديك تشيني (Dick Cheney) ليكون نائباً لرئيس الولايات المتحدة، وهو الداعية الذي كان لا يمل ولا يكل لاحتلال العراق· كانت عقود هاليبرتون وبكتل في العراق قد تم الاتفاق عليها مع الإدارة الأمريكية دون مناقصات وقبل الغزو الأمريكي للعراق بشهور· أما شركة شيفرون، فالآنسة الفاضلة كونداليزا رايس أتت من مجلس إدارتها، فعهد إليها بيع نفط العراق!· ولقد دشنت شركة شيفرون ناقلة للنفط عملاقة حملت اسم كونداليزا رايس· بعد خروجها من الخدمة في مجلس الأمن القومي الأمريكي في إدارة بوش الأب، وفي فترة التسعينات من القرن العشرين، عهدت شركة شيفرون إلى الآنسة كونداليزارايس بالمفاوضات مع دول نفط أواسط آسيا عموماً، وكازاغستان خصوصاً بوصفها خبيرة بأمور دول منظومة الاتحاد السوفيتي السابق· ناهيك عن أن الرئيس جورج دبليو بوش كان حاكم إحدى أكبر الولايات الأمريكية المنتجة للنفط، وهو، أباً عن جد ابن النفط، يمتلك إحدى شركاته· وهكذا جاء القابضون على السلطة من وراء ستار في الولايات المتحدة بفريق متكامل رائحته النفط لافتراس العراق ونفطه، ولإعادة رسم خريطة النفط العالمية·

الصفحات