كانت رسائل الإمام الشهيد – رضي الله عنه وأرضاه- تصدر في كتيبات صغيرات، تباع بأسعار زهيدة وكنا- نحن الصغار من طلبة المرحلتين: الإعدادية والثانوية- نقتنيها...
أنت هنا
قراءة كتاب رسالة التعاليم للإمام الشهيد حسن البنا
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
رسالة التعاليم للإمام الشهيد حسن البنا
الصفحة رقم: 3
مقدمة
الأستاذ عبد الله الطنطاوي
كانت رسائل الإمام الشهيد – رضي الله عنه وأرضاه- تصدر في كتيبات صغيرات، تباع بأسعار زهيدة وكنا- نحن الصغار من طلبة المرحلتين: الإعدادية والثانوية- نقتنيها... نشتريها بقروشنا القليلة، ثم نعكف على قراءتها في حبّ، وشغف، ونفرح لأننا قرأنا (كتاباً) في يوم واحد ثم يجلس بعضنا إلى بعض، لنؤمن ساعة من خلال الرسالة التي بين أيدينا، ثم نذهب إلى اجتماع (الأسرة) وهي الخلية التنظيمية الأولى في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، فنتدارسها هناك مع الأخ موجّه الأسرة، ثم ننفضّ إلى بيوتنا، لنعيد قراءتها ونتدبر معانيها، ونحاول استيعاب أفكارها، من أجل العمل بها، وقد نحفظ بعض تلك الرسائل، ومما حفظناه منها: رسالة التعاليم، هذه التي أتشرف الآن وبعد أكثر من نصف قرن على حفظي إياها.. أتشرف بتقديمها إلى الأحبة القراء.. أقرؤها الآن، وكأنني ما قرأتها من قبلُ، وما حفظتها، أقرؤها وأتدبرها من جديد، فأطالع فيها ما لم أعرفه فيما مضى وهي التي رُبّينا عليها، لما فيها من فهم عميق لما يحتاجه الأخ المسلم في دنياه وأخراه معاً.
وقد هدى الله عز وجل عبده حسن البنا، رحمه الله رحمة واسعة، إلى إصدار تلك الرسائل على هذه الصورة العملية، كل رسالة على حدة، تُطبع وتوُزَّع، بالحجم الصغير، فلا تشكل عبئاً مالياً على مشتريها، وخاصة الطلاب والعمال والفقراء الذين لا يجدون أكثر مما يدفعون في شراء هذه الرسائل، كما لا ترهق قارئها ذا المدارك المحدودة من المتعلمين وأنصافهم وأرباعهم، فقد كتبها الإمام بأسلوبه السهل الممتنع، ليستوعبها قارئها العادي، كما يقرؤها ويفرح بأسلوبها وأفكارها المثقف والعالم..
وقد أحسن فضيلة المستشار عبد الله العقيل –حفظه الله وأكثر من أمثاله- عندما نهج هذا النهج الذي لا يريد به علوّاً في الأرض ولا سمعة ولا استكباراً، فأصدر أكثر من عشرين رسالة ممّا كتب، على هذه الصورة، كما يعمل على إصدار العديد من الرسائل لكبار الدعاة، كرسالة (الحياة في ظلال القرآن) للأستاذ الشهيد سيد قطب
- عليه من الله الرحمات والرضوان- وكرسالة التعاليم هذه، للإمام الشهيد، وهو – المستشار العقيل- يوزّع ما يصدر مجاناً لا يبتغي غير الأجر والثواب من الله يوم الدين، وغير نشر فكر الدعاة، لبثه في النفوس، ولاستنهاض الهمم، ولتعود الدعوة جذعة، كما كانت أيام الإمام الشهيد، فيسير الدعاة الجدد على السبيل اللاحبة، هاتفاً: هذه سبيلي.. أدعو إلى الله على بصيرة.. فيفوز حداة الركب والركب في الآخرة، ويذهبوا بالسمعة الطيبة في الأولى.