أنت هنا

قراءة كتاب صور من صحابة رسول الله

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صور من صحابة رسول الله

صور من صحابة رسول الله

إن القرآن الكريم هو المصدر الأول من مصادر تشريعنا، وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي المصدر الثاني. ومن هذين المصدرين يتلقى المسلم أكثر أحكام دينه: من عقيدة وشريعة وأخلاق.

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5
التفاضل بين الصحابة
 
ولكن هل الصحابة في منزلةٍ واحدةٍ من الفضل أم هم متفاضلون؟
 
ذهبت طائفة من العلماء إلى أن الصحابة قد رضي الله عنهم كلهم فلا يفاضل بينهم، وذهب الجمهور من العلماء إلى التفضيل وهو الراجح؛ إذ الصحابة ليسوا في درجة واحدة في الفضل، يدلنا على ذلك قول الله تعالى:
 
لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى سورة الحديد /10.
 
أما الرسول الكريم  فقد أشار إلى التفاضل حين نص على خصائص عدد من الصحابة العلمية أو الخلقية أو الجهادية؛ إرشاداً للأمة لتقتدي بهم؛ فقال  مشيداً بسماحة أبي بكر الصديق  بماله ونفسه في سبيل الله فقال:
 
(إنه ليس من الناس أحد آمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن خلة الإسلام أفضل. سـدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير
 
خوخة أبي بكر)(16).
 
وأشاد  بعمر بن الخطاب  فقال:
 
(لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدّثون، فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر)(17).
 
وأشاد بعثمان بن عفان الذي زوّجه الرسول الكريم بنتيه: زوّجه (رقية) فلما ماتت زوّجه بنته الثانية (أم كلثوم)؛ لذلك لقب بذي النورين، وقد بشره الرسول الكريم بالجنة والشهادة.
 
كما أشاد  بعلي بن أبي طالب  الذي زوّجه  أبنته فاطمة، وشهد له بالجنة والشهادة، ولقد قال  يوم خيبر:
 
(لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه. فدعا رسول الله  علي بن أبي طالب فأعطاه إياها)(18).
 
وقال :
 
(إن أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواها في أمر دين الله عمر، وأصدقها حياءاً عثمان، وأقضاها علي، وأقرأها أبيُّ، وأفرضها زيد، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)(19).
 
وقال :
 
(استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسـعود، وسـالم مولى أبي حذيفة، وأبَي بن كعب،
 
ومعاذ بن جبل)(20).
 
ويتحدث الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم فيقول:
 
(قال الإمام أبو عبد الله المازري: اختلف الناس في تفضيل بعض الصحابة على بعض، فقالت طائفة: لا نفاضل بل نمسك عن ذلك، وقال الجمهور بالتفضيل ثم اختلفوا، فقال أهل السنة: أفضلهم أبو بكر الصديق ، وقال الخطابية: أفضلهم عمر بن الخطاب ، وقالت الراوندية: أفضلهم العباس ، وقالت الشيعة: أفضلهم علي ، واتفق أهل السنة على أن أفضلهم أبو بكر ثم عمر . قال جمهورهم: ثم عثمان ثم علي  ... قال أبو منصور البغدادي: أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة على الترتيب المذكور، ثم تمام العشرة، ثم أهل بدر، ثم أحد، ثم بيعة الرضوان، وممن له مزية أهل العقبتين من الأنصار،وكذلك السابقون الأولون: وهم من صلّى إلى القبلتين في قول أبن المسيب وطائفة، وفي قول الشـعبي: أهل بيعة الرضـوان، وفي قول عطاء ومحمد بن كعب: أهل بدر ...)(21).

الصفحات