قراءة كتاب شخصيات وأحداث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شخصيات وأحداث

شخصيات وأحداث

هذه صور ومواقف من تاريخنا؛ تاريخ العرب والمسلمين مواقف بطولية وغيرها متخاذلة لقادة وزعماء ونساء ورجالاًَ مروا بتاريخ هذه الأمة وسجل التاريخ ما عملوا وقدموا لأمتهم ووطنهم، لينالوا ثناء وتمجيد الأجيال التي لحقتهم أو لعنتها بسبب ما قدمت أيديهم.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5
د: جلال حموي
 
د: صبيح الوهبي
 
د: صائب شوكت
 
د: ابراهام
 
د:سندوسن
 
هذا ولم تتوقف الإشاعات حول مقتل الملك غازي لسنوات طوال، ومعظم هذه الإشاعات كانت تتمحور حول ضلوع الإنجليز وبعض المتعاونين معهم من العراقيين في مقتل الملك بسبب مواقفه الوطنية والقومية وعدائه الواضح والصارخ للانجليز وتحكمهم في أمور العراق وبعض البلدان العربية الأخرى.
 
ويروى أن الملكة عالية زوجة الملك كانت من أنصار هذه المقولة، حيث يقول الأستاذ هشام الدباغ المحامي والذي حكم عليه بالإعدام لقيادته المظاهرات الجماهيرية في الموصل إبان مقتل الملك غازي والتي توجهت إلى القنصلية البريطانية في الموصل وقتلت القنصل البريطاني فيها، وكان للملكة عالية دور كبير في رعايته وساهمت في إبدال الحكم بالإعدام الصادر بحقه إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.
 
وقدمت له المساعدة طيلة وجوده في السجن وبعد خروجه كانت تستضيفه بين الوقت والآخر. وقد أسرت له في أحد لقاءاته معها في قصر الرحاب وقبيل وفاتها بأنها على يقين بأن الانجليز هم وراء اغتيال زوجها، وأن اليد التي نفذت العملية كانت يد أحد الآشورين وأن العملية كانت محكمة الإخراج.
 
أما صدى وفاة الملك غازي في العراق وأثره على زوجته الملكة عالية وطبيعة الساعات الرهيبة التي مرت من هول هذه الصدمة الكبيرة، عن ذلك تقول السيدة مديحة السلمان زوجة الشهيد محمود سليمان والذي شارك بعد ذلك في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 تقول في مذكراتها التي سطرتها تحت عنوان الأسيرة رقم93 قائلة:
 
((يممت وجهي شطر القصر الملكي لأداء واجب العزاء وكان الوصول إلى القصر في تلك الظروف الهائجة من الصعوبة بمكان، فقد توجهت الألوف إلى القصر لإظهار عواطفها الجياشة وكان فناء القصر يغص بمختلف الطبقات الاجتماعية والحدائق تموج بأفواج السيدات وقد برزت بعض من ألقين القصائد والأهازيج الشعبية وكل ما تجود به القرائح والعواطف، وهكذا فإن الدخول إلى القصر الملكي ما عاد ممكنا من الباب الأمامية فأرشدنا بعض الحرس لأن ندخل من الباب الخلفية، وعند المدخل رأيت المرافق الأول (عبد الوهاب عبد اللطيف) هناك يراقب الجماهير الحاشدة وكل من يريد الدخول والحرس يقوم بواجبه في حفظ الأمن والنظام. وعندما وقع نظر المرافق على سيارتنا تقدم منا وأفسح الطريق أمامنا وسهل لنا أمر الدخول وقد شاهدنا هناك العديد من العوائل العراقية في مشهد تاريخي لا يوصف، ومن ثم اقتادتني إحدى الوصيفات إلى حيث جلالة الملكة عالية فلم أتمالك نفسي من البكاء المر وهطول الدمع الغزير لقد كانت الملكة في حالة تأثر شديد لا يوصف فلقد أذهلتها الصدمة وكان حزنها العميق وصمتها البليغ من أشد المناظر والصور تأثيراَ على النفوس وتجريحاً للقلوب.
 
رحم الله غازي وكل شهداء العروبة الذين ضحوا من أجل استقلال وسيادة ورفعة هذا الوطن العربي الكبير

الصفحات