الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطيبين ورضي الله عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
قراءة كتاب فلسطين ميراث الأنبياء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

فلسطين ميراث الأنبياء
الصفحة رقم: 9
10- الآية 12 من سورة سبأ: (ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ).
11- الآية 14 من سورة سبأ: (ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ) .
12- الآية 81 من سورة الأنبياء: (ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ) .
وقد حرصت على نقل الآيات كما وردت في تسلسل الكتاب ليرى القارئ أن الكتاب ليس قراءة جديدة حقيقية في القرآن الكريم، كما ورد في العنوان، بل هو قراءة انتقائية؛ وإلا لوجدنا فيه الآيات التي تبلغ المئات.
لقد تبنى المؤلف فكرة ثم اختار من آيات القرآن الكريم ما وظفه لخدمة تلك الفكرة، ولم يجعل القرآن الكريم والسنة النبوية مورداً لتكوين التصور، أو استقاء المعلومات، مما جعل تعامله مع القرآن الكريم أقرب إلى تحريف الآيات عن مواضعها، بتقديم صورة غير مكتملة، وتجاهل آيات تُناقض ما قدمه من تصور وسيجد القارئ بيان ذلك من بعد بإذن الله .
ولا أدري كيف اعتمد المؤلف على بعض نصوص التوراة محتجاً بها لتأييد فكرته، وهل التوراة أو العهد القديم مصدر موثوق عنده؟ لاسيما وهو يقول :
«وإذا كانت التوراة التي أعطيت لموسى كانت مكتوبة على لوحي حجارة فلنا أن نتصور كم يكون عدد صفحاتها على الورق من أصل صفحات العهد القديم التي تزيد على 1300 صفحة، فمن أين جاءت كل تلك الصفحات؟ قطعاً من عند غير الله، بل كتبوها في فترات لاحقات لقرون وقرون بعد وفاة موسى عليه السلام» (ص: 24).
إن الميزان الكاشف لما هو حق وما هو باطل فيما بين أيدينا من أسفار العهد القديم هو القرآن الكريم والسنة النبوية، ولكن المؤلف لم يعتمد عليهما في كشف الحق من الباطل بل اتخذ موقفاً شخصياً اعتمد فيه على بعض الآيات وبعض النصوص من التوراة أو العهد القديم الذي قال فيه:
«وهكذا إن ما كتبه اليهود وأضافوه إلى التوراة، وأسموه العهد القديم هو عبارة عن تاريخ تداخل فيه السهو والخطأ، وتداخل فيه عدم صدق الرواية بعد مرور الزمن، وتداخلت فيه العواطف والأماني والآمال، بأنهم كانوا مثل الأمم الأخرى كالآشوريين والبابليين والفرس وغيرهم من الأمم التي كان لها قوة وبأس وسيطرة على غيرهم، لذلك وضعوا لهم تاريخاً من خيالهم صوروا فيه ماضيهم بأنه كان مميّزاً بالقوة والجبروت. واحتلال أرض الغير وبلادهم وإفناء أهل البلاد وقتلهم وتعذيبهم، بل قتل حيواناتهم، وإحراق مزروعاتهم وقراهم ومدنهم، وذلك من أجل أن يغطوا على الذل الذي كانوا فيه في مصر، وبعد الخروج حتى من الله عز وجل الذي انتقم منهم بعد عصيانهم على موسى، ورفضهم التوجه إلى أراضي العمالقة في وسط الجزيرة العربية وجنوبها، لأنهم جبنوا عن ملاقاة أهل البلاد الموجودين هناك فكانت ردة الفعل أن الذين كتبوا وأرخوا تخيلوا أشياء مما عند الأمم القوية، ونسجوا لسلفهم تاريخاً مثله (ص24).
إنني أقول قول الواثق: لقد كان عنوان الكتاب أكبر من حقيقته شكلاً ومضموناً، وكان التعامل مع القرآن الكريم تعاملاً غير علمي، لأنه كان تعاملاً انتقائياً كما قلت من قبل، وكان تعامل بحث عن شواهد لفكرة لا تتفق كل نصوصه معها. وسأورد من نصوص القرآن الكريم والحديث الشريف وأقوال المفسرين والمؤرخين ما يكمل الجوانب الناقصة من الصورة، وما ينقض الفكرة التي تبناها المؤلف.