هذا الكتاب، (حكمة الكذب) للكاتب صولخان سابا أوربيلياني، الذي نقدم ترجمته للقارئ العربي هو واحد من سلسلة الأعمال الأدبية النثرية والشعرية التي بدأ برعايتها فقيد الأدب الجورجي المرحوم ليوان صاغارادزة، السوري، جورجي الأصل الذي رعى ترجمة وإصدار رأس السلسلة (ملح
أنت هنا
قراءة كتاب حكمة الكذب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
مقدمة
مقدمة بقلم غورام تشيكوفاني
أقوال أفعال وأفعال
وأفعال في صيغة أقوال
صولخان سابا أوربيلياني
كانت حياة صولخان سابا أوربيلياني (1658 ــ 1725) المُلقّب بأبي جورجيا مُقسّمةٌ بين الأدب والسياسة والدين. وقد تصدّر المرتبة الأولى في تاريخ البلاد الروحي والاجتماعي، وتعرّف على تباين الروابط ودسائس البلاط وأسرار السياسة، والرياء وانحطاط الإنسان ومرارة النفاق والحصاد والزرع على ضوء الحق والوجدان. وبحث عن نظم وطنه والسبل المؤدية إلى إيجاد دولة جورجية موحدة مُستقلة. ولقد تجمعت كل هذه الأمور لتكون له الشغل الشاغل والخيط الذي يربطه بالوجود. إنه سليل أسرة نبيلة تحتل مركزاً مُحترماً في جورجيا الوسطى تُعرف باسم أوربيلياني أو أوربيلاشفيلي، وقد خرج منها أدباء وكتّاب وضبّاط زينوا اسم أسرتي باراتاشفيلي وأوربيلياني. كان جدّ الكاتب، كابلان أوربيلاشفيلي يشغل منصباً هاماً في بلاط الملك رستم. وتزوج الملك فاختانك الذي خلف رستم على العرش بابنة كابلان، عمة صولخان. ورزقا بثلاثة صبيان هم جورج وآرتشيل وليون، وتسلّم الأخير العرش باسم فاختانك السادس، فكان يستهل رسائله إلى صولخان بابن خالي العزيز، ويستهل صولخان رسائله إلى فاختانك بعبارة ابن عمتي العزيز.
كان أبو صولخان الذي يُدعى فاختانك أيضاً، يعمل كرئيس للديوان ومشرف أعلى على بلاط الملك، وكان يُعرف بلقب أوربيلي الأكبر. إلى جانب لقب قاضي جورجيا ولقب: شقيق أُم ملِكَي كارتلي وكاخيتي.
تزوج فاختانك أوربيلياني بابنة حاكم آراكفي حفيدة النبيل العظيم نوغزار، وأنجب منها اثني عشر ولداً، والبكر هو صولخان الذي ولد في 24 تشرين الأول 1658 في قرية تاندزيا في جورجيا الوسطى عند منتصف ليل يوم الأحد.
من إخوته، أصبح ديميتري أوربيلياني ونيكولوز تبيليلي شاعرين بينما صار زال ــ روسيمي كاتباً.
كان على صولخان أوربيلياني أن ينال برعاية ابني عمته الملك جورج الحادي عشر الذي كان راعياً للعلماء، والملك آرتشيل وكان شاعراً، ثقافةً تليق بالوسط الذي قدّر له أن ينمو فيه. لكن المعلومات القليلة عن هذه التفاصيل لم تأتنا إلاّ من كتاباته الذاتية التي وصف فيها حياته. لقد انغمس صولخان أوربيلياني منذ صغره في حياة البلاط بما يتخللها من أحداث مختلفة ومن وقائع ذلك العصر.
في النصف الثاني من القرن السابع عشر والربع الأول من القرن الثامن عشر كانت جورجيا مُقسّمة بين مملكتي كارتلي وكاخيتي في نظام حكم متباين واتجاهين متناقضين، إلى جانب المنافع الإقطاعية التي أعطت فرصة لإيران في محاولة للتدخل تحت شعار المقولة القديمة "فرّق تسد،".
حيال هذه الأحداث رأى صولخان أنّ الواجب يُحتّم عليه أن يسعى إلى تشكيل قوة مركزية قادرة من الإقطاعيين، أملاً في توحيد المناطق الجورجية وتوفير قوتها لمواجهة أعدائها. لكنه قبل أن يبلغ غايته عيّن في البلاط مُستشاراً لملك المستقبل فاختانك السادس، فقبل المهمة وأخلص للملك فيها طول حياته، وأصبح السيد المُطاع في القصر، ووجد في هذه الوظيفة مجالاً لمتابعة تنفيذ فكرة الإصلاح الوحدوية التي بدأها، آملاً في إنشاء مملكة متطورة قوية وراح يُعالج الأمور الصغيرة منها والكبير من هذه الزاوية.