قراءة كتاب اللغة والفكر - دراسات نقدية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اللغة والفكر - دراسات نقدية

اللغة والفكر - دراسات نقدية

لقد شكلت قضايا ومفاهيم خاصة، مثل: التقليد / الحداثة، العلم / الجهل، السلم / الحرب، الحرية/ العبودية، الديمقراطية/ الاستبداد، الشرق/الغرب، التسامح / التعصب، النهضة / الانحطاط، الدين / العلمانية، التنمية / التخلف، وغير ذلك من الثنائيات المستمدة من عمق المجتمع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
أما جمال الدين الأفغاني فأقام مشروعه على مبادئ مناهضة الظلم والاستبداد، لإقامة مؤسسات تحمي حقوق الناس وتصون كرامتهم وتهيئ مناخاً سياسياً حراً، يمكن من إفراز نخبة فكرية وعلمية، قادرة على الإنتاج وقيادة الأمة في مختلف المجالات.
 
والأمر ذاته، نلمسه في مشروع علي عبد الرزاق الذي انتقد فيه طريقة الحكم في المجتمعات الإسلامية، مؤكداً أن تقدم الأمة رهين بإقامة نظام سياسي عادل، لا يوظف الدين لخدمة الفئة الحاكمة، لأن ذلك سيفسد الدين والمجتمع على حدٍ سواء.
 
أما علال الفاسي فقد انطلق من فهم الواقع، وما يجري فيه من أحداث، ويمسه من تحولات فهما صحيحا، بهدف تجاوز سلبياته، وتثبيت وتنمية إيجابياته، وبالموازاة مع ذلك يجب فهم الإسلام بناء على مقاصده، التي لابد أن تنزل على واقع المسلمين حتى يتم التغيير.
 
في حين ذهب مالك بن نبي إلى أن التطور مشروط بإعادة قراءة وفهم واستيعاب الثقافة الغربية، بكل أبعادها وخلفياتها، ومناهجها وأساليب تفكيرها، بما يفيد في إعادة قراءة الثقافة والفكر العربي والإسلامي لتأسيس مشروعٍ نهضويٍ متكامل بروحٍ نقدية لا تكرر ما أنتجه الغرب، ولا تعيد ما قدمه السلف، وإنما باجتراح أدوات ومفاهيم ومناهج تلائم مقتضيات العصر وخصائص الأمة، وحاجاتها الملحة والهامة. وصولاً إلى مشاريع معاصرة، أنجزها مفكرون ومثقفون محدثون ومعاصرون في مقدمتهم:
 
- د. محمد عابد الجابري الذي أكد أن طريق التقدم يمر عبر إعادة قراءة التراث لتصفيته، وتحليله بعين فاحصة دقيقة، عميقة ونقدية، لاستخراج ما فيه من عناصر ومقومات يمكن أن تستثمر، وإبعاد ما فيه من عوائق وسلبيات، كي يتحرر العقل العربي والإسلامي ليصبح منتجاً وفاعلاً في التاريخ، محققاً الدولة العصرية بكافة مقوماتها ومؤسساتها ونخبها الحرة والمؤثرة.
 
- ود. عبد الله العروي في مشروعه القائم على الفهم العقلاني للتاريخ كحركة مستمرة ودائمة التحول والذي يستوجب عقلاً حراً، منتجاً ومتحرراً من قيود الأيديولوجيات مهما تكن طبيعتها.
 
- أما د. حسن حنفي فتوجه نحو تحرير العقل العربي والإسلامي ليس من الأيديولوجيات، وإنما من الاغتراب بكافة أشكاله وأنواعه، سواء أكان اغتراباً تجاه التراث القديم أم باتجاه الغربي الحديث، أم اغتراباً باتجاه ما هو قائم في الواقع سياسة كان أم نتاجاً فكرياً أم سلوكاً إنسانياً.
 
وفي الاتجاه ذاته سار مشروع د. جورج طرابيشي القائم على نقد العقل العربي، من أجل تأسيس مشروع حداثي، علمي، انطلاقاً من تفنيد أطروحات النخب التقليدية، سواء من القدامى أم المعاصرين.

الصفحات