أنت هنا

قراءة كتاب كـن معطفي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كـن معطفي

كـن معطفي

كتاب "كن معطفي" نصوص نثرية للكاتبة الإماراتية ريم الشحي، الصادر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع، نقرأ من أجوائه:
بعض الوجوه يا سيدي غابة مشتعلة وحياة تتكلم!

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
هذا العيد
 
هذا العيد سأحلم يا سيدي بأن أنقش بريشتي عن أبواب حزن موصدة! وعن عينين مهاجرتين إلى زاوية فرح، يُزيّنها الأمل المتلألئ وخاصرة الوقت تميل إلى مملكة الضحكات. هذا العيد سأحلم بأن أُجرّع نفسـي السعادة المتوهجة، وزخرف صوت أمي ينفذ عبر شرايين الساعات.. أمي التي شممتُ في قلبها تنفُس الفرح في حقول الحياة! لأقول لها: سلاماً يا مطراً لم يهطل على قلبي منذ ألف عام في منفى الغياب، فأحضنها بأصابعي المشتعلات لهيباً بين أنين الآه، وليسندني صدر العيد المسكون بأزهار الحنين لأمي بآهات قلبي الذبيح، وتظلني قبلاتها حين أرشق ذاكرتي بالخيال! سأدعوها إلى بوابتي، وأنا أمام عيون قبرها في دائرة الشوق الكبريتي، كي نسهر معاً، ولتسند ظهري، ولأبلل خدها بالقُبَل الريّانة! وتنقر تفاحة خيالي ليسطع حضورها الوضّاء في أنحاء عيدي اليابس فلقد قرأ العيد على تطريز قلبي أنني يا أمي ما زلت في طابور الأيتام حين توضأت بالأحزان.. حين شق الموت طريقه إليكِ صباحاً وأنا أتفقد صوتكِ يلوح في فضاء الدار، يدق صدر الشبابيك ولم أزل كذلك أدوّن الهواجس على وسادة الأحلام حتى فقدتُ صوتكِ والصدى، وظلّت الريح وشبح الأحزان يحرثان الدار حتى أيقنتُ أن ألحان الفرح انطفأت هذا الصباح.

الصفحات