أنت هنا

قراءة كتاب اغمض عينيك لترى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اغمض عينيك لترى

اغمض عينيك لترى

المجموعة الشعرية "اغمض عينيك لترى" للشاعرة اللبنانية جولييت أنطونيوس، الصادرة عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع، نقرأ من أجوائها:
حبيبي..
أُرسل إليك الريح
ارتديها
وتعطّر برائحة التراب
فهذا المساء

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
قصائد الماء والرّؤيا
 
يظلّ الشّاعر الحقيقي حاملاً لمشروع قائم بذاته، يهجس به في سره وعلنه، في صمته وكلامه حتّى يخرجه للنّاس في لحظاتٍ حاسمة، تصف وتبوح، تسرد وتخبر..
 
جولييت أنطونيوس شاعرة حاملة لمشروع بدأته برحلة بوح في محراب خطيئة الشّعر ضمن ديوانها الأوّل خطيئتي.. فأعلنت أنّ الشّعر لا يعيش في اللّغة.. الشّعر يحيا دائماً في الإحساس، يحيا في الجمال والحياة....
 
قصائدها النثريّة تكتب نفسها بلغة شفيفة وصور مغامرة وأسئلة مربكة.. أليس الشّعر هو ذلك الكائن اللّا مرئيّ الذي ينجح في مناجاة الرّوح و محاذاة الأعماق ومحاورة الفكر؟
 
في ديوانها الجديد "اغمض عينيك لترى" تطرح جولييت أنطونيوس مفارقةً عجيبة بين الرّؤية والرّؤيا أو بين البـصر والبصيرة.. وهو ما عبّر عنه سقراط قديماً لرجل وسيم وأنيق، أخذ يتبختر في مشيته ويتباهى بمنظره: تكلّم حتّى أراك.. كذلك تقول الشّاعرة للمخاطب الفردي والجماعي، لا ترني بعينيك، افعل ذلك بقلبك وعقلك، أي بشكل عميق ينفذ إلى التّخوم القصيّة.. فإيضاح الغاية في استعمال "لترى" تتجاوز حاسّة البصر أو المدلول المتعارف عليه ليكتسب أجنحة دلاليّة متنوّعة وفق ثراء التّخييل ومرجعيّات التّفكير.. يمكن أن نقول: لتحبّ، لتعشق، لتفهم، لتعرف، لتفكّر، لتحاور ولتجادل..
 
حينئذٍ وهذا لافت، تحضر الأنثى في القصائد محاورة للأنت والأنتم، مؤصّلة لتواصلٍ يتجاوز الظّاهر والسطحيّ والمتاح إلى الباطن والجوهر والممتنع.. لذلك نهضت الصّور في الغالب على تقنية التضادّ فحضرت الثنائيّات والتداخلات بين الرّوح والجسد، الحقيقة والوهم، الأرض والسّماء، الحياة والموت والحب والكراهيّة.. كما استدعت الشّاعرة توهّجها الرّوحي وتموّجات وجدانها لتحاور الصّخب الخارجي المرتبط بالوطن ومختلف القضايا التي تعيشها الإنسانيّة.. فالشّاعرة بذلك تنشئ تناغماً بين الذّاتي والموضوعي أو بين الأنا والإنسان وهو ما غاب عن الكثير من دواوين الشّعر العربي الحديث بوقوفه على الرّبوة أو انتصابه في برجه العاجي..
 
"إنّه ليس زمني
 
ليس مكاني
 
ولا سكني
 
لن أسير على أرصفة الحكايا
 
لا..
 
لا أعشق المرايا الصامتة
 
وصورتها الممتدة إلى ما هو خلفي
 
أسمع همس الزوايا..
 
الهمس يخنق أذني..
 
لن أموت قبل الموت
 
في كفنٍ ليس كفني.."

الصفحات