هذه ليست دراسة أكاديمية، ولكنها قراءة عامة تحاول ملامسة الصورة العامة لواقع أقطار الخليج العربية بمنظار المتأمل العادي الذي يشاهد، عن قرب، نماذج تبدو صوراً صغيرة تحتاج إلى تكبير.
أنت هنا
قراءة كتاب النفط - والقبيلة - والعولمة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
النفط - والقبيلة - والعولمة
الصفحة رقم: 6
النفط والأطماع
إن انفجار النفط··وتعاظم الثروة المالية النفطية··قد جعل أقطار الخليج مهوى الأطماع والتحديات··وأدخلها إلى حلبة الاهتمام والاستقطاب··سواء الشركات الغربية ومن ورائها دولها··للهيمنة على النفط··والاستئثار بقدر غير يسير من الثروة المالية النفطية··أو العمالة الأجنبية التي انشدت بحثا عن فرص العمل من أقطار عربية ومن دول آسيوية··مثلت ما يشبه الطوفان الذي ربما لم يشهده تاريخ في هجرة العمالة··وألقى ذلك كله عبئا على أقطار المنطقة··وعلى بناها التحتية··وعلى مرافقها··وحتى على ثرواتها المالية النفطية· وقد سبق الإشارة··إلى أن الترف النفطي··أدخل أقطار المنطقة إلى العصر من باب النفط··وجلب للمنطقة قدرا كبيرا من الرخاء بعد حقب طويلة من شظف العيش والفاقة··ولكنه جلب للمنطقة كذلك الكثير من المتاعب والمشاكل· صحيح أن أقطار المنطقة لم تستفد الاستفادة المثلى من مواردها المالية النفطية··سواء أكان ذلك بسبب عدم وجود الإدراك الكامل أو النضج الكافي للتعامل مع هذه الثروة المالية النفطية الكبيرة··أو أن ذلك التدفق الكبير للنفط··والتدفق الكبير للموارد المالية النفطية··فرضته ظروف··أو أملته إرادة فوقية·· لتلبية احتياجات الدول المتقدمة··ثم الالتفات إلى الثروة المصاحبة··والاستئثار بأكبر قدر منها من خلال العقود والصفقات الكبيرة·إن أقطار الخليج العربي··بدت وكأنها مجموعة الأثرياء··أو نادي الأثرياء··في الساحة العربية··وقد سادت إلى حد كبير··نظرة فيها قدر من الريبة بالنسبة للآخرين··وحتى العرب منهم··على اعتبار أن المنطقة حين كانت رهينة المحبسين··الفقر والفاقة··لم يلتفت إليها حتى الأشقاء من العرب··ولم يقدموا عونا أو مساعدة··ثم لما تفجر النفط··وتعاظمت موارده المالية··نظر الإخوة العرب إلى هذه المنطقة··وكأنها ليست أهلا للثروة··أو أنها أجدر أن تكون ثروة يقتسمها العرب· هذه النظرات المتبادلة··المشحونة بقدر من الارتياب والشك··غذاها ما بدا من استعلاء في جانب··وحقد في الجانب الآخر··ويبدو أن نظرة الغطرسة والاستعلاء··وممارسة الغطرسة والاستعلاء··قد صبغت كثيرا من الممارسات من أقطار الخليج العربي··كما أن الأشقاء العرب··مع ما بدا من نظرة تبدو وكأنها نظرة حقد··ربما غذاها ذلك الاستعلاء والغطرسة··وربما غذى الأخيرة ما بدا من نظرة حقد فيها قدر من الاستخفاف والاستهزاء··وبدا ما يمكن أن يسمى مقايضة··حين تتعلق المسألة بالعمالة العربية··وإن لم يكن لها الحظ الأوفر مقارنة بالعمالة الآسيوية··حيث تستفيد أقطار الخليج العربي··كما تستفيد الأقطار العربية المصدرة للعمالة· ولم تخل المسألة من تملق وابتزاز··ذلك أن الاستعلاء والغطرسة··تبحثان في كل ساعة عن التمجيد والإشادة··واستعداد لدفع ثمن كبير مقابل ذلك··وكان لابد أن يبرز في المقابل نفر ممن يعشقون الابتزاز والتملق··والحصول على قدر أكبر من الترف النفطي دون عناء كبير·